فى تحد واضح، افتتح الرئيس الأمريكى دونالد ترامب القسم الأول من الجدار الحدودى «المضاد للتسلق» الجديد على الحدود مع المكسيك، فى الوقت الذى رفعت فيه نانسى بيلوسى رئيسة مجلس النواب الأمريكى دعوى قضائية ضد خطط ترامب بشأن الأموال المخصصة لبناء الجدار. وأكد ترامب لدى زيارته مركزا حدوديا فى ولاية كاليفورنيا للقاء عناصر حرس الحدود والمسئولين المحليين أن هذا القسم يضم ميلين من الحواجز التى يبلغ ارتفاعها 30 قدما، متوقعا أن يتم بناء الجدار بمسافة 400 ميل خلال عامين. وقال ترامب إن المهاجرين الذين يعبرون المكسيك صوب الولاياتالمتحدة يجب أن يعودوا من حيث أتوا، لأن النظام الأمريكى المكلف بالنظر فى طلباتهم «ممتلئ». وأضاف أن إدارته تستخدم الآن رسالة «النظام ممتلئ» لمحاولة إثناء الناس عن القدوم إلى بلاده. وكرر ترامب عبارة «بلادنا ممتلئة، منطقتنا ممتلئة، القطاع ممتلئ، لذلك عودوا من حيث أتيتم، لا يمكن أن نستقبلكم». وأوضح ترامب، الذى أعلن حالة الطوارئ الوطنية فى محاولة لتجاوز الكونجرس والحصول على التمويل اللازم لإكمال بناء الجدار، إنه كان يرغب فى زيارة المنطقة حيث أقيم جدار جديد فى العام الماضي. وأشاد ترامب ب«التأثير الهائل» للجدار وقال إن المزيد قادم.وتكلف بناء هذا الجزء الصغير من الجدار نحو 18 مليون دولار، وبدأ العمل به فى فبراير 2018 واكتمل فى أكتوبر الماضي. ومن جانبها، طالبت بيلوسى القضاة الفيدراليين بالتدخل لكى يكونوا الحكم فيما بين الطرفين بشأن التمويل الذى يطالب به ترامب لهذا الغرض. وجاء فى الدعوى القضائية التى تضم 45 صفحة تمثل بيلوسى وسائر النواب الديمقراطيين بالمجلس أن ما تقوم به الإدارة الأمريكية يعد استهانة صادمة بالقواعد المستقرة التى تحمى للكونجرس صلاحياته الأصيلة بشأن المخصصات الفيدرالية. وقالت بيلوسى إن المجلس لم يوافق إلا على نحو 4.1 مليار دولار فحسب لبناء ما وصفته ب«الحاجز»، رافضة تسميته بالجدار، واعتبرت أن أى أموال إضافية يحاول الرئيس ترامب إنفاقها غير دستورية. وبعد رفض طلبه، أعلن ترامب حالة طوارئ وطنية، فى خطوة عارضها الديمقراطيون وبعض الجمهوريين، وأعاد توجيه 601 مليون دولار من الأموال التى صادرتها وزارة الخزانة و2.5 مليار دولار من مخصصات مكافحة المخدرات و3.6 مليار دولار من ميزانية البناء العسكرية، ليصل إجمالى الإنفاق على الجدار إلى 8.1 مليار دولار. ومن ناحية أخري، ورغم التصريحات المتفائلة الأخيرة من جانب ترامب بشأن المحادثات التجارية مع الصين، أكد وزير الخارجية مايك بومبيو أن اعتقال «يوجينج زانج»، المرأة التى يزعم أنها انتهكت الأمن فى منتجع خاص بترامب فى فلوريدا وكان بحوزتها جوازات سفر صينية ومحرك أقراص محمول يحتوى على برامج ضارة، مثال على التهديد الذى تشكله بكين للولايات المتحدة. ورفض بومبيو تقديم تفاصيل إضافية تتعلق بهذا الادعاء خلال مقابلة مع محطة «سى بى إس» الإخبارية، لكنه قال «أعتقد أن هذا يؤكد للشعب الأمريكى التهديد الذى تمثله الصين، والجهود التى يبذلونها داخل الولاياتالمتحدة، وليس فقط ضد المسئولين الحكوميين، ولكن على نطاق أوسع». وقد بدأ مكتب التحقيقات الفيدرالية «إف بى آي» التحقيق فى احتمال أن الحادث كان بدافع التجسس. وأكد بومبيو أن المحققين «يبحثون عن كثب» فى هذا الاحتمال، وأشار إلى أن الخرق قد يكون مرتبطًا بجهود الصين الأوسع لسرقة الملكية الفكرية الأمريكية. وأضاف أن هذه القضية تجرى مناقشتها خلال محادثات التجارة بين واشنطنوبكين. وأوضح قائلا: «إنه أحد الموضوعات التى تجرى مناقشتها فى هذه المفاوضات التجارية، إن سرقة الملكية الفكرية الأمريكية هى أعمال تجارية كبيرة تصل قيمتها إلى مئات المليارات من الدولارات، والرئيس ترامب مصمم على صدها».