أشاد الرئيس عبدالفتاح السيسى بدور مكتبة الإسكندرية والجهود التى تبذلها لنشر العلم والثقافة والمعرفة محليا وإقليميا ودوليا، وهى الجهود التى تتكامل مع تلك التى تقوم بها الدولة وتجسدت فى تشييد مدينتى الثقافة والفنون فى العاصمة الإدارية الجديدة ومدينة العلمين الجديدة، وكذلك مشروع المتحف المصرى الكبير والمشروعات الكبرى الأخرى فى مجال المعرفة والثقافة والتعليم العالي، وأكد محورية دور المكتبة فى تعزيز المحتوى العلمى والثقافى لتلك المنشآت وتعظيم دورها فى المجتمع المصري. جاء ذلك خلال لقاء الرئيس أمس مع أعضاء مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية، الذى يضم نخبة من الشخصيات الدولية البارزة وعددا من الوزراء السابقين وكبار العلماء والمفكرين المصريين والأجانب، وذلك بحضور الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالى والبحث العلمي، والدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة. واستعرض الرئيس خلال اللقاء الجهود المصرية لتعزيز وترسيخ قيم التسامح والسلام وقبول الآخر ونبذ العنف والكراهية، فضلاً عن الجهود فى مجال تطوير البحث العلمي، وإنشاء العديد من الجامعات من خلال التوءمة مع كبرى الجامعات الدولية، بهدف صقل المواهب والنابغين من الشباب فى كل التخصصات، ليمثلوا كوادر مؤهلة تدعم العمل التنفيذى فى مختلف مجالات الدولة، وأيضا لدعم جهود الدولة فى تغيير ثقافة التعليم فى مصر وتطويرها على نحو يهدف إلى تعظيم قيمة التعلم واكتساب المعرفة والثقافة. وحرص الرئيس على الاستماع إلى رؤى وأفكار أعضاء مجلس أمناء المكتبة حول سبل دفع وتعزيز دورها، وأكد فى هذا الإطار أهمية الأخذ فى الاعتبار تنامى انتشار التكنولوجيا البازغة فى العصر الحالى الذى يشهد ثورة صناعية رابعة، والتى أصبحت تمثل تحديا كبيرا أمام الدول التى تسعى للحاق بركب التقدم والتنمية. وأكد الرئيس أن مكتبة الإسكندرية بما لها من دور تنويري، لديها القدرة على أن تساهم فى نشر الوعى المجتمعى بأثر التكنولوجيا البازغة فى جميع المجالات وسبل التعامل معها، وأضاف أن التعاون مع الدول الإفريقية يحظى بأولوية متقدمة لدى مصر إيمانا منها بأهمية علاقاتها مع مختلف أشقائها من دول القارة. وصرح السفير بسام راضي، المتحدث باسم الرئاسة، بأن أعضاء مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية أعربوا من جانبهم عن تثمينهم للجهود التى تقوم بها الدولة فى مجال الثقافة والمعرفة وكذلك تعزيز جهود التسامح وقبول الآخر ومكافحة الفكر المتطرف، مشيرين فى هذا الصدد إلى أهمية ومحورية الدور المصرى على الصعيدين الإقليمى والدولى باعتبار مصر مهد الحضارات ومركز الثقل فى منطقة الشرق الأوسط. كما تم التطرق إلى أهمية تكثيف التعاون مع إفريقيا فى مجال الثقافة والعلوم، أخذاً فى الاعتبار رئاسة مصر الحالية للاتحاد الإفريقي. من جانبه، وجه الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، الشكر للرئيس السيسى على الدعم الذى يقدمه للمكتبة وكذا اللقاءات السنوية المنتظمة معه إيمانا منه بأهمية دور المكتبة فى ترسيخ قيمة المعرفة وباعتبارها نموذجاً عالميا ومنارة للعلم وللثقافة، مستعرضاً إنجازات المكتبة خلال عام 2018-2019، واستمرارها فى أداء رسالتها الثقافية المعرفية، حيث قدمت الدعم إلى مكتبتى العاصمة الإدارية والعلمين، ووضعت خبراتها الفنية والإدارية فى خدمة هذين المشروعين التنويريين المهمين. وأضاف الفقى أن المكتبة تبنت عددا من المشروعات والبرامج للتعريف بأهمية التنوع الدينى فى المجتمع المصري، مثل برنامج »المواجهة الفكرية للتطرف والإرهاب« لطلاب المعاهد الأزهرية، ومشروع »إحياء كتب التراث«، ومشروع »بوابة اللغة العربية«، وغيرها من المشروعات.