أثق أن رئيس مجلس الوزراء مهندس مصطفى مدبولى لم توضع أمامه الحقائق والمعلومات والوثائق التاريخية عن التاريخ الاستعمارى عمن قاد عملية من كبرى عمليات نهب خيرات مصر وأكبر مشروع للسخرة ارتكب فى حق الفلاحين والعمال وأسقط منهم 120 ألفا تحت ضربات الكرابيج ونيران حرارة الصيف وبرد الشتاء فى حفر قناة السويس وكيف حول من أدار هذه الجريمة الأبشع فى تاريخنا القناة إلى ملكية لبلاده لأكثر من مائة عام رغم أن خزانة مصر دفعت 90% من تكاليفها وظلت محوراً لصراع المصالح الإنجليزية والفرنسية فى المنطقة وفى مستعمراتها فى الشرق والهند.. وكانت من أسباب الاحتلال البريطانى نتيجة خيانة ديليسبس لعرابى كما ندرس لأولادنا فى منهج الصف السادس الابتدائى ومنهج الصف الثالث الأعدادى عن التدخل الأجنبى فى مصر !! ماذا يعنى ان تحاول منذ سنوات جمعية من أحفاد مؤسسى الشركة الفرنسية تدعى «محبى قناة السويس» إعادة تمثال ديليسبس إلى مدخل القناة فى بورسعيد.. أثق أن د. مصطفى مدبولى لا يعرف حجم غضب أبناء المدينة من أحفاد أبطال المدينة الباسلة فى معركة 1956 وسقط منهم فيها آلاف الشهداء عندما عادت القوات البريطانية والفرنسية تحاول إعادة الاستيلاء على القناة بعد تأميم الرئيس جمال عبد الناصر لها وإعادة احتلال مصر.. وكان إسقاط أبناء بورسعيد المقاومة للتمثال المهين للمسئول الأول عن هذه الجرائم الكبرى فى تاريخنا ديليسبس فى 24/12/1956رمزا من أهم رموز مقاومتهم الباسلة وانتصارهم العظيم وصار احتفالا من أهم احتفالاتهم الوطنية. .. من الذى دفع رئيس وزرائنا المحترم لتوقيع قرار باعتبار تمثال رمز الإفك وخراب خزانة مصر والخيانة تمثالا أثريا .. بل ومن الآثار الإسلامية.. هذا القرار الذى يستند إليه الآن أحفاد المستغلين الأوائل لإعادة التمثال المهين إلى قاعدته فى مدخل القناة.. هذا ال»ديليسبس الذى مات فى بلاده محكوما عليه فى قضية رشوة ولم ينفذ الحكم عليه لوفاته ولكن نفذ على ابنه وأعوانه فى قضية «نباما» وأطلق عليه مؤرخ إنجليزى أبرز أبطال السخرة فى التاريخ !!!!! أثق أن وطنية رئيس وزراء مصر وكل مصرى محب وعاشق لتراب بلاده وكرمتها لا يمكن أن يسمح برفع تمثال فى مدخل قناتنا يمجد ويذكر للأبد بانتهاك الكرامة والسيادة المصرية واحتلالها والاستيلاء على قناتها وإهانة أبطال وشهداء المقاومة ونصر 1956 هذه المحاولة التى يقوم بها ورثة وأحفاد من أداروا الصراع والنهب والسخرة قبل أن يهيىء الله لمصر من أبنائها من يحررها من الاستعمار ويعيد القناة وخيراتها لأحفاد من حفروها واستشهدوا فيها. يبدو غريبا ما نسب للسفير الفرنسى أن هذا التمثال يمثل العلاقة بين مصر وفرنسا.. كيف يختصر السفير العلاقات الوثيقة بين مصر وفرنسا فى تمثال لشخصية مدانة ومرفوضة فى بلادنا ومتهمة ومحكوم عليها بالسجن فى بلادهم ؟ !!أيضا ثقتى الكاملة فى وطنية قضائنا الشامخ كأحد حصون كرامة أرضنا واستقلالنا الوطنى ولا يمكن أن تكون السند لما يمس ويهين ويتحدى ما نعرفه جيداً عن الجرائم التى ارتكبتها قوى الاستعمار القديم فى بلادنا وكانت نقطة ارتكازها فى القناة والمناطق والمدن المحيطة بها وهو وما تحفظه وتوثقه حقائق ومراجع ووثائق موجعة ودامية.. جمع مجموعة من أندرها وأهمها فريق من الشباب الوطنى الرائع من أحفاد ابطال وشهداء انتصارات بورسعيد.. شباب جددوا إيمانى بفشل محاولات تسطيح فكرهم وتغيب تاريخ وطنهم.. جاءنى نموذج مشرف منهم مدججاً بالوثائق التى توثق كل ما وضعوه أمام عدالة القضاء فى الجلسة الأولى للقضية التى رفعوها رفضاً لإعادة التمثال المهين لبلادهم وأجلت القضبية للحكم 19 ابريل 2019 وشرفت باللقاء ولأول مرة بابن بورسعيد هيثم وجيه طويلة بالأنابة عن رافعى القضية وبين يديه بعض من وثائق دفاعهم تجسد جهدا ضخما لجمعها من إدارة ترجمة الوثائق والمخطوطات ومذكرات ديليسبس نفسه وترجمات لوثائق مصرية واوروبية غير منشورة ومن مؤرخين ثقات؟ كالاستاذ رءوف عباس ووثائق مما كتب من رسائل دكتوراه عن هذا الصراع كرسالة دكتوراه فى أربعة أجزاء من تاريخ القناة وأصول مشكلاتها من جامعة باريس ومراجع من مكتبة الإسكندرية مثل مصر وكيف غدر بها لألبرت فارمان قنصل أمريكا فى مصر 1876 1881 . أشرت فى مقالى الأحد الماضى «من لا يحترم حضاراتنا ونصر بورسعيد» إلى المقالات المهمة التى نشرها د.وسيم السيسى بالمصرى اليوم عن تاريخ حفر القناة التى تعود الى ملوك مصر القديمة ووضع فرنسا فى مدخل الكوليدج دى فرنس فى السوربون تمثال شامبليون يضع حذاءه على رأس أحد ملوكنا العظام من يريد أن يضحك الدنيا علينا بأن نرفع تمثالا لمن ارتكب كل هذه الجرائم والخطايا فى تاريخنا فى الوقت الذى لا نطالب برفع التمثال الذى يضع فيه شامبليون حذاءه على رأس أحد ملوكنا !! ولا ندعو لمقايضة رفع التمثال المهين للحضارة المصرية بإعادة رفع تمثال ديليسبس فهذا أمر يختلف تماما !! وأثق أن ما فى صدرى من غضب لكرامة بلادى ولانتصار مدينتى بورسعيد لن يقل عنه الغضب والرفض فى صدر كل مصرى محب لبلاده وكرامتها وحضارتها الذى أثق أن قضاءنا الشامخ سينتصر لهم بحكم عادل ومنصف لبلادهم. لمزيد من مقالات سكينة فؤاد