حكمت محكمة مجلس قضايا الدولة المنعقدة في بورسعيد، اليوم، بتأجيل دعوى رفض وقف وضع تمثال فرديناند دليسبس الفرنسي لمدخل قناة السويس المملوكه لدولة مصر العربية إلى 16 أبريل 2019 لرد جهة الإدارة على الدعوة. وجاء في الدعوة، أن: الفدائيين أسقطوا تمثال ديليسبس من على قاعدته ببورسعيد عند مدخل القناة عام 1956 لرفض الاستعمار والتأكيد أن قناة السويس مصرية وتأميمها، واعتبار ديليسبس قاتل مئات آلاف الأبرياء الذين حفروا القناة بالسخرة ودفنت أجسادها فيها، وذلك على إثر إعلان الحكومة اعتبار تمثال ديليسبس أثر من الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية. وقال هيثم وجيه طويلة مقدم الدعوة، "إن جلسة اليوم هي أول تحرك قانوني بعد سنوات من الرفض لمحاولات مشبوهة لإعادة التمثال على قاعدته، وذلك في الدعوة رقم 3134 لسنة 7ق رول رقم 319 وتضمنت 12 حافظة مستندات 15 مرجعا و4 رسائل دكتوراه تشهد بالوثائق الرسمية وسجلات القضاء المصري إنه خائن". وأضاف، "استندنا في الدعوة أنه لا فضل لأحد على مصر في حفر قناة السويس لأنها بسواعد وأموال وعلى أرض مصرية وإعادة تمثال ديليسبس إلى موضعه في مدخل قناة السويس يعتبر اعتذار عما قام به الفدائون ردا على عدوان 1956 ومنح فضل غير مستحق لفردنالد ديليسبس الذي ثبت أنه كان يعمل فقط لصالح جهات استعمارية ولم تنتفع مصر من قناة السويس نهائيا خلال فترة إدارته لقناة السويس لمدة زادت عن مائة عاما استندنا إلى وثائق ومستندات رسمية ورسائل دكتورة وماجستير ومؤلفات أجنبية ومصرية تثبت ادعاءنا". وتابع، "وطالبنا بتطبيق قانون حماية الآثار بناء على القرار الصادر من مجلس الوزراء الذي وصفه بالمعيب باعتبار تمثال ديليسبس أثرا لوضعه في مخازن هيئة الأثار تفاديا لوضعه في مدخل قناة السويس". وأَوضح أن هذا يعتبر تطبيقا لمبدأ المعاملة بالمثل مع موقف وزارة الثقافة الفرنسية من تمثال شامبليون الموضوع في مدخل جامعة السوربون المهين للحضارة المصرية لوضع شامبليون حذائه على رأس تمثال إخناتون التي تمثل الحضارة المصرية. وأكد أن ديليسبس يدرس بالكتب الدراسية على الطلاب على إنه "خائن" لمصر تسبب عام 1882 في الاستعمار البريطاني لمصر، لافتا إلى "أنه يوجد بحث للدكتور حسام عيسى وزير التعليم العالي، أكد فيه أنه تسبب في تخريب متعمد لاقتصاد مصر بزعم وجود فكرة ليس هو منشأها أو مهندسها كما يحاول البعض تزييف التاريخ في عقول بعض المصريين". وذكر أن "ديليسيبس" ليس مهندسا بل تسلل من عائلة أصلها قراصنة واستغل الفترة التي ضعفت بها مصر وجود محمد سعيد باشا مستعمر تركي لمصر1850 فكرة عرضت أيام الملك سنوسترت الثالث وأتبعتها محاولات في عهد ملوك أخرين، ثم حفرت القناة في عهد عمر بن الخطاب وسميت بقناة أمير المؤمنين عام 640 ميلادية وردمت بعد 150 عاما عمل لمحاولات لتقسيم مصر، قائلا: "إنه حتى ولو عاد التمثال إلى مكانه بل لا يكون بإرادة شعبية، وهو ما يجنبنا سخرية العالم من مصر التي تعتذر للمستعمر وتعيد رمزه لها مرة أخرى، القضية ليست حق شخصي بل هو من نابع وطنيتنا".