إذا اتحد العقل والجسد والروح وركز بهم على نقطة أو فكرة محدودة، تستطيع الارتفاع فوق الأرض وكأنك بالونة أو ريشة، تنفصل عن الجاذبية! الخ من الوعود التى سمعتها كثيرا منذ أن فكرت فى ممارسة اليوجا فى الشرق والغرب ومشتقاتها، لكننى ظننت أنه ربما وأنا فى الهند أستطيع تحقيق المستحيل وأحقق المراد بالانفصال عن الأرض. ها ها ها.. وابقى قابلنى هذا ما قلته وأنا فى طريقى إلى جيبور التى بها حصن عنبر التى سنصل إليه بالأفيال وهى الحيوان الوحيد حتى الآن الذى رأيته مسموحا للإنسان أن يركبه! فيمكنك أن تركب الإنسان ولا يمكنك ركوب الحيوان، إلا فى جيبور، واستعدادا لذلك لا بد من ممارسة اليوجا للارتقاء بنفسك البشرية التى ستسمح لك بالركوب فى حدود المعقول، والصعود إلى الحصن، فى الفجر وقطرات الندى تداعبنا جلسنا جلسة اليوجا المعتادة وضمينا أصابعنا وكأننا نلوح بالقسم منذرة طفلك بالضرب إن لم يرتدع عن شقاوته. ولعبة ضم الأصابع تلك وحركاتها بها أسرار يقولون عنها إنها تدخل الطاقة الإيجابية فقط إلى مراكز معينة فى عقلك وجسدك، وبدأنا بضم الإصبع الكبير بالآخر، وكما قال «باتانجإلى» مؤلف كتاب «اليوجا سوتراس» إنها القدرة على تركيز العقل على نقطة واحدة دون تشتيت الانتباه ثم الالتزام بالانضباط البدنى مع استخدام الجسم والتنفس لتطوير الوعى الذاتى والوضوح العقلى. ولا يوجد ببساطة أى انضباط آخر يماثل اليوجا لأنها تستخدم الجسم والعقل والروح! فى ممارسة واحدة، كما أنها المسار الروحى القائم على الفلسفة المقدسة الهندية القديمة، وهى مناسبة للشباب وكبار السن، للمرضى والأصحاء، لكل الديانات، فهى لا تتعارض مع التعاليم المقدسة، فأسرارها تتمثل فى جوهر الشىء والتركيز وتنقية العقل والجسد من كل الشوائب المادية، هى عملية تطهير نفسية وغسيل للنفس أولا بأول، وبدأنا فى ممارسة التنفس مع ضم صباعى اليدين، واستيقظت على صديقاتى من الشابات الصغيرات فى السن يهمسن فى أذنى. طنط.. طنط!!؟ إنت روحتى فى النوم!! يا خبر انت كويسة؟ نظرت لهم نظرة مطمئنة، فهذه ليست المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة التى أروح فيها فى سابع نومة عندما أقرر ممارسة اليوجا! لذلك أنصح من هم على شاكلتى، أن يمارسوا اتحاد العقل والجسد والروح فى السرير، وقبل النوم، لأن غالبا ما بيتحد عند أمثالنا العقل مع الروح ويسقط الجسد الذى هزمه تعب اليوم وهم العيال ورخامة المرور، وسخافة الدراما الفضائية وبرامجها وكبسة بقوليات الفول مع العدس مع الكشرى والطعمية على الأمعاء الغليظة، وابقى قابلنى لو فلحت معاك مليون ألف حركة يوجا.. ولو فى الهند!. لمزيد من مقالات دينا ريان