منذ بدأ المصريون والعرب فى تقليد الغرب بترديد ما يعرف بكذبة أبريل، حتى بدأ يشيع فيهم ثقافة ما اشتهر بينهم بالكذب الأبيض، بينما الحقيقة أن الكذب، كذب، ليس له لون ولا طعم، ولكن له آثار كارثية، لا يسدد ثمنها الكذابون فقط ،وإنما المجتمع كله!..يقول شكسبير إن أخطر إنسان فى الكون هو الكذاب!..ويقول الشاعر العربى الشريف العُقَيلي: ما حيلتى فى المفترى الكذابِ/ لا يكذب المرء إلا من مهانته/ أو فعله السوء أو من قلة الأدب لبعضُ جيفة كلب خيرُ رائحة/ من كذبة المرء فى جدّ وفى لعب.. وينصحنا القُطاميّ: ودع الكذوب فلا يكن لك صاحبًا /إن الكذوب لبئس خِلٌّ يُصحب. ويقول بشارة الخوري: إذا عُرف الكذّاب بالكذب لم يزل /لدى الناس كذّابًا وإن كان صادقا. مع ذلك فقد ورد فى الحديث الشريف: لا يصلح الكذب إلا فى ثلاثة مواضع: الحرب، فالحرب خُدْعة، والرجل يُصلح بين اثنين، والرجل يُرضى امرأته.. ويعود ظهور كذبة أبريل لعام 1582، عندما تحولت فرنسا للتقويم الميلادى أو الجريجورى (نسبة إلى البابا جريجوار الثالث عشر)، وتحول يوم رأس السنة إلى أول يناير، ولكن قسماً من الناس لم يتخلّ عن التقويم اليوليانى (أو الرومي) الذى أقرّه يوليوس قيصر، وتابعوا الاحتفال برأس السنة الذى كان يحل فوراً بعد مهرجان هيلاريا فى نهاية مارس, ومهرجان هيلاريا كان مهرجاناً رومانياً، إغريقياً، احتفل به الناس لأنه كان يعلن نهاية سنة فى التقويم اليولياني، وكانوا يخرجون فى مواكب متنكرين، ويقومون بعروض فى الشارع واشتهر المهرجان بالمزاح كثيراً، لكنه فى النهاية يوم واحد فقط، بينما أصبح الكذب عندنا دائما طوال أيام السنة، للأسف!. [email protected] لمزيد من مقالات أيمن المهدى