في زمن بعيد، يرجع بالتحديد لمنتصف المئوية السابعة قبل ميلاد المسيح، كان أهل حضارة عرفتها الأرض ومن بعدها التاريخ باسم «الرومانية»، يحسبون النُهُر والليالي المتعاقبة عليهم، وفقًا لتقويم خاص بهم، حفروه أحيانًا على الرخام والصخور، سُمي فيما بعد كالحضارة نفسها بلا تغيير «الروماني». كانت سنة هذا التقويم القديم 304 يومًا فقط مقسّمة إلى 10 أشهر فحسب، تبدأ من مارس وتنتهي في ديسمبر ومعناه «العاشر»، لتعاود السنة الكرّة مرة ثانية بعد تخطي فترة شتاء بلا اسم ولا شهر ولا ترتيب، وكانت أسماء تلك الأشهر العشرة مختلفة بين النسب لإله أو قبيلة كبيرة أو حتى لرقم يمثّل ترتيب الشهر في السنة، حتى كان تعديل أجراه نوما بومبليوس، ثاني ملوك روما الذي حكم بين المئويتين السابعة والخامسة قبل الميلاد، فأضاف شهرين سدّا تلك الفجوة الشتوية. بقي الحال في روما دونما تغيير في دورة التقويم منذ أعلنه رومولوس، أول ملوكها وفقًا للأساطير المُتَناقلة، إلى أن أتى على الإمبراطورية حينًا من الدهر حكمها فيه قائد عسكري يدعى جايوس يوليوس، سيحتفظ التاريخ للبشرية فيما بعد باسمه الأكثر شيوعًا «يوليوس قيصر»، قرر إنهاء حالة التخمين التي كان يقوم عليها التقويم، فلجأ إلى العالم الفلكي المصري السكندري سوسيجينيوس، الذي حول السنه الرومانية من قمرية إلى شمسية، ومن حينها صار التقويم الجديد يُعرف باسم «اليولياني» نسبة للقيصر. ويُسمى التقويم «الشمسي» المطبق الآن في أغلب دول العالم، ب«الجريجوري» والذي يعود للعام 1582 ميلادية، وجاء بمثابة تصحيح من راهب يدعى كريستوفر، لتقويم القيصر «اليولياني»، ولأن التعديل جرى في عهد بابا الفاتيكان حينها جريجوري الثالث عشر، فكان وأن مُنح التقويم الجديد اسمه نسبة للبابا. غاب التقويم «الروماني» في قلب «اليولياني» الذي تعدّل إلى «الجريجوري»، إلا أن الأسماء الإثنا عشر بقيت كما هي دونما تغيير- إلا من شئ طفيف-، وتداولها الناس حتى هذه اللحظة.