أعاد القرار الجائر الذى اتخذه الرئيس الامريكي دونالد ترامب الاعتراف بتبعية الجولان السورى المحتل لاسرائيل تسليط الضوء على تلك البقعة المهمة والاستراتيجية من الأراضى السورية التى شهد تاريخها الكثير من الانتهاكات الاسرائيلية نظرا لتأكد تل أبيب من أهمية موقعها عسكريا وسياسيا واقتصاديا أيضا. و تبلغ مساحة الجولان المحتل حوالى 1860 كيلومترا مربعا، و يخضع ثلثاها للسيطرة الإسرائيلية وتبعد 60 كم عن العاصمة السورية دمشق في منطقة حدودية تشرف عليها أربعه دول هي سوريا ولبنان والأردن وإسرائيل . وتأتى أهمية الجولان اقتصاديا حيث أكدت مصادر إسرائيلية أن 21 %من منتجات الكروم تأتي من هذه المنطقة، و40 في المئة من لحوم البقر، والأهم من ذلك أن نصف احتياجاتها من المياه المعدنية العذبة تأتى من الجولان. وتحتوي هضبة الجولان على الكثير من الموارد الطبيعية، فهي أرض زراعية خصبة، ويشتهر أهلها من العرب السوريين بزراعة التفاح، في حين تستثمرها إسرائيل في زراعة العنب لإنتاج أفخم أنواع النبيذ. أما الأهمية العسكرية ، فتتمتع الجولان بأهمية استراتيجية استثنائية بالنسبة لمن يسيطر عليها، إذ تسمح جغرافيتها الفريدة وقممها المرتفعة بالإشراف على العاصمة دمشق شرقاً، وعلى سائر المدن وسط وغرب إسرائيل. كما تطل على مناطق في الأردن ولبنان، ومن يسيطر عسكرياً على الهضبة يمكنه أن يطال أي مكان حتى بأبسط الأسلحة التقليدية.