ليس بالجديد الحديث عن أزمة فى منظومة التعليم ببلادنا رغم جهود مخلصة ودعم لا محدود من الدولة لتقديم تعليم يليق بمكانة مصر وقيمة شعبها،لكن جاء فشل أول اختبار إلكترونى لطلاب المرحلة الثانوية يوم الأحد الماضى ليؤكد أن هذا الشعب محروم من السعادة الكاملة. فبينما كانت الفرحة تغمر الجميع بعد إعلان الرئيس عن قرارات تاريخية بتعديل منظومة الأجور وإعادة الحقوق لأصحاب المعاشات، اعتلى الغضب صدور آلاف الأسر، بعد عودة أبنائهم من طلاب الثانوية العامة إلى منازلهم دون أن يحلوا سؤالا واحدا وذلك لسبب وجيه.. أنهم لم يروا الامتحان من الأساس لأن «سيستم» وزارة التعليم فشل فى تحميله على الآلاف من أجهزة «التابلت» الخاصة بالطلبة. والحقيقة أن المقدمات كانت تقود إلى تلك النتيجة التى أسفرت عن مشهد غير مسبوق فى أى نظام تعليمى على مر التاريخ، فقد حضر الطلبة وغاب الإمتحان! كانت التحذيرات منذ طرح فكرة تعميم امتحان «التابلت» على المرحلة الثانوية تحمل المخاوف الصادقة من عدم توافر البنية الأساسية التى تمهد لنجاح هذا النظام فى مصر وبتلك السرعة مع تسليمنا بتوافر النوايا الطيبة لدى الجميع. دع عنك التخبط الذى حدث عند تحديد موعد الامتحانات الأربعة للصف الأول الثانوى وتعديلها لاحقا أو توزيع «التابلت» قبل ساعات من الامتحان أو حتى غياب حوار مجتمعى حول البدء بتطبيق نظام تعليمى جديد فى تلك المرحلة التعليمية الحاسمة فى مستقبل الطلاب، ولنتساءل بمنتهى التجرد هل توافرت البنية الأساسية فى المدارس الثانوية فى ربوع مصر لإجراء امتحانات إلكترونية غير موجودة فى نظم تعليمية أرقى وأكثر انضباطا فى دول أكثر غنى لا يعرف طلابها إلا الكتاب والقلم والورق؟. نرجو أن يستمع مسئولو التعليم لصوت العقل الذى يقول إن تطبيق أى نظام جديد يبدأ من القاع «الإبتدائية» وليس من القمة حتى تتراكم خبرات الطلاب مع النظام المستحدث وتتراكم معه أيضا خبرات المسئولين لتجنب الأزمات مبكرا قبل التطبيق فى المرحلة الثانوية الحاسمة. [email protected] [email protected] لمزيد من مقالات شريف عابدين