رغم الانتشار الواسع للإسلام فى أوروبا وأمريكا؛ مازال يتعرض العديد من المسلمين من وقت لآخر لعمليات إرهابية بسبب انتشار ظاهرة «الإسلاموفوبيا « وهى الخوف من الإسلام أو الكراهية الشديدة والعداء تجاه المسلمين والتى تعد من أكثر القضايا تعقيدا وكان آخر ما يمكن ربطه بها ما حدث فى نيوزيلندا من هجوم إرهابى متطرف على مسجدين وإطلاق النار على المصلين واستشهاد العشرات منهم. ومع تنامى تلك الظاهرة برز العديد من الكتب التى حاولت تسليط الضوء على «الإسلاموفوبيا» وكشف أسباب العداء تجاه المسلمين، ونفى سمة الإرهاب عن الإسلام، ومحاولة وضع قواعد للتعامل بين الغرب والإسلام. وفى كتابه «مستقبل الإسلام »، يوضح الكاتب الأمريكى «جون إسبوسيتو» الالتباسات التى يحيط بها الغرب الإسلام من خلال التاريخ والواقع الإسلامى .ويناقش الأسئلة التى تسيطر على رؤية أمريكا والغرب للإسلام ويجيب عنها مثل: لماذا لم يكن هناك إصلاح فى الإسلام ؟ما موقف الإسلام من الديمقراطية والمرأة وتمكينها فى المجتمع ؟لماذا يكره المسلمون الغرب ؟لماذا لم يدون المسلمون وعلماؤهم أحداث 11سبتمبر؟ ويؤكد أنه يكتب عن الإسلام باعتباره مستقبلنا جميعا، فالإسلام والمسلمون هما لاعبان متكاملان فى التاريخ العالمي.ويرى إسبوسيتو أن انتشار التطرف الدينى والإرهاب العالمى يتصاعد بسبب تدخل الولاياتالمتحدة والغرب فى العالم الإسلامى مما أدى الى دعوة الكثيرين للعودة الى المبادئ الإسلامية وإصرار المسلمين على استعادة ميراثهم العربى وثقافتهم وقيمهم وإعادة إحياء الدين والسياسة والمجتمع عبر العالم الإسلامي. ويقدم الكاتب الامريكي «جون أوبراين» نظرة اجتماعية فريدة من خلال كتابه «الحفاظ على الحلال: الحياة اليومية للمراهقين المسلمين الأمريكيين» من خلال تتبع مسار مجموعة من الأصدقاء يبحرون عبر تعقيدات نموهم كمسلمين فى أمريكا ويقدمهم كمعنيين بقضايا المراهقين وكيفية تجنبهم الثقافة الشعبية المبتذلة فهم لا يفوتون صلاتهم ولم يسبق لهم إقامة علاقات مع الفتيات قبل الزواج. ويوضح أوبراين أن كثيرا من الأمريكيين الذين لم يتعودوا على الإسلام يرون هؤلاء الشباب مثل هؤلاء المجندين فى صفوف «داعش» فى الوقت الذى لا تمثل الاسلاموفوبيا الشاغل الرئيسى لهؤلاء الذى يركزون بدلا من ذلك على التفاعل مع المطالب الثقافية التى تشكل حياتهم اليومية. بينما يحاول الكاتبان البريطانيان «توم ميلز» و«نرزانين ماسومى» معالجة أوجه القصور فى الأسئلة القائمة التى لا إجابة لها والتى اختارا أحدها ليكون عنوان كتابهما «ما هى الإسلاموفوبيا؟». ويرى الكاتبان أنها ليست مجرد نتاج لعمليات أيديولوجية مجردة أو خطابية بل إجراءات اجتماعية وسياسية وثقافية ملموسة تم اتخاذها فى السعى لتحقيق مصالح معينة. بينما خلص الكاتبان الامريكيان «بيتر غوتشوك» و«جابرييل جرين بيرج» فى كتابهما «إسلاموفوبيا» :تحويل المسلمين الى أعداء الى أن الاسلاموفوبيا عداء لا أساس له وخوف لا منطق وراءه واحتقار لا مبرر له. وأوضح الكتاب أنها ليست خوفا أو مرضا نفسيا بل قلق اجتماعى نحو الاسلام والمسلمين وانه لا يقتصر خوف الأمريكيين من الغريب على المسلمين فقط، حيث إنه مع زيادة الهجرة الى أمريكا من دول العالم الثالث، صار الامريكى يخاف من ناس لا يحترمون قواعد المرور ولا يلتزمون بقوانين الهجرة ولا يدفعون الضرائب ولا يلبسون أو يتكلمون مثلهم. وانتقد الكتاب الإعلام الامريكى موضحا انه يهتم بالحروب والمشكلات والإثارة وذلك بعد أن تم إجراء بحث بين طلبة وطالبات جامعيين حول ما يقفز الى أذهانهم عندما يسمعون كلمة الاسلام، فكانت إجاباتهم فى معظمها سلبية مثل «انتحار»، «القاعدة»، «شريعة»، «هجوم»، «أسامة بن لادن»، ونسبة قليلة جدا أجابت ب «مكة»، «قرآن»، «محمد» عليه الصلاة والسلام، وارجعوا مصدرهم إلى الاعلام. وأشار الكتاب إلى أن التغيير سيكون بطيئا فى رأى الأمريكيين خلال سنوات طويلة مشيرا إلى أن الامريكيين أنفسهم كانوا يمارسون الرق ويكرهون اليهود ويضطهدون المرأة. وترى الكاتبة الفرنسية «إيفيلين ريساشر» فى كتابها «ديناميكيات عوالم الإسلام» أن النقاشات حول الإسلام فى الإعلام ترسم صورة واحدة للمسلمين والإسلام فى العالم رغم تأكيد الواقع أن الإسلام العالمى ظاهرة متنوعة ومعقدة وليست ظاهرة متجانسة ومن ثم يصبح التحدى المتمثل فى فهم الإسلام يزداد تعقيدا بسبب حقيقة أن الإسلام المتنوع فى جميع أنحاء العالم سلس وديناميكى ويحتاج فهمه الى مجهود كبير.