كل شيء أصبح يجرى على المكشوف ولم تعد هناك أى تحوطات للتستر أو إخفاء الوجوه بعد أن سقطت الأقنعة! فجأة رأينا من كان يبحث منذ سنوات عن دور فى الساحة السياسية المصرية من أرضية الكفاءة العلمية إذا به ينضم فى سفور وفجور إلى مسرح التهريج والهزل السياسى الذى تديره قنوات الفتنة والتحريض مشاركا فى حملة الدق على الأوانى والنفخ فى الزمامير والكتابة على الحوائط والعملات الورقية. فجأة رأينا الممثل عصام حجى وقد خلع روب العلماء وارتدى زى المهرجين لكى يصبح عضوا فى فرقة ثلاثى أضواء اسطنبول الكوميدية! هكذا أصبح المشهد عند الدوائر الكارهة والمعادية لمصر مشهدا عبثيا يوفر فرصة تاريخية ونادرة لدراسة عميقة من دراسات علم النفس حول أناس لم يفقدوا ظلهم فقط وإنما فقدوا الحد الأدنى من شرف الوطنية المصرية التى يتغنون بها كذبا وزورا ليل نهار. كلهم كلهم بغير استثناء من إعلاميين ونشطاء وتجار سياسة وتجار دين أصبحوا عبيدا لدول المنافى التى تؤويهم وتوفر لهم ما يظنون أنه ملاذات آمنة بكل متطلبات الإقامة والإعاشة الذليلة! هؤلاء جميعا لم يعد فى جعبتهم سوى ترديد الأكاذيب ومواصلة الشائعات وفبركة الروايات والحكايات حول ما يجرى فى مصر وهم – ياللوقاحة – أكثر الناس علما بأن ما يملى عليهم لترديده عبر الشاشات والأثير مجرد ترهات وتخرصات لا تصلح لمخاطبة العقل أو الاحتكام للمنطق وإنما هى جملة وتفصيلا عنوان مفضوح للتزوير المتعمد والتلفيق المكشوف. كانوا جميعا – خصوصا حفنة الرؤوس العميلة الموكل إليها إدارة المشهد – يتصورون أنهم يعملون لحساب أنفسهم ولكنهم اكتشفوا أنهم أصبحوا أسرى لمخططات إقليمية ودولية تتجاوز بكثير حدود أطماعهم المريضة فى الكعكة المصرية. إلى هذا الحد وصل الحال بمن ارتضوا على أنفسهم أن يكونوا مجرد دمى لألعاب التسلية فى فضائيات الفتنة والتحريض! خير الكلام: كل ظلام الأكاذيب لا يستطيع أن يطفئ نور الحقيقة! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله