فجأة عادت أصوات غربان الفوضى للصياح مجددا مطلقة نفير الدعوة لإعادة الوطن مجددا إلى أوضاع الخراب والدمار والقتل التى كانت ومازالت عنوانا للمشهد المأساوى الذى تعيشه بعض أقطار الأمة العربية منذ أن ابتلعت الشعوب بكل حسن النية مشروب الربيع العربى الفاسد. عادت أصوات الغربان فى الداخل والخارج لتدق على طبول جوفاء باسم الرغبة فى تخليص الوطن مما أسموه القمع والعنف والاستبداد متناسين أن ذاكرة المصريين مازالت حية وواعية وقادرة على استرجاع تاريخهم الأسود وما جروه على الوطن من ويلات وكوارث عندما تمكنوا من تصدر المشهد فكانت أبرز عناوينهم هى الإقصاء والترهيب وشهوة الانتقام ومباركة الإعلانات الدستورية التى فاقت فى حمقها وجبروتها واستعلائها كل ما عرفه التاريخ من مباديء قانونية ودستورية متجبرة. هؤلاء الغربان بأصواتهم النكراء يمارسون الكذب والتضليل ويزعمون أنهم المعبرون عن آمال الشعب وتطلعاته فى الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية بينما تفضحهم مغازلتهم المكشوفة لكل المنظمات الإرهابية ورقصهم الدائم على أنغام داعش وأخواتها. إن هذا الصرع الذى أصابهم فجأة لم ينشأ من فراغ وإنما لأنهم أحسوا بسقوط رهانهم الخائب على عدم قدرة الشعب المصرى على استكمال بنود خريطة المستقبل وإدراكهم أن العجلة تدور بأقصى سرعة من أجل صنع المستقبل الزاهر والبديل الذى طالبت به ملايين المصريين فى انتفاضتها قبل وأثناء وبعد ثورة 30 يونيو المجيدة. ولست أظن أننى بحاجة إلى تسمية هؤلاء الغربان فجميعهم مفضوح ومكشوف على شبكات التواصل الاجتماعى وعبر شاشات الفتنة والضلال التى يتم بثها من اسطنبول والدوحة... جميعهم ممن باعوا شرفهم وشرف الوطنية ويجاهرون بالابتهاج عند وقوع أى كارثة أو مصيبة للمصريين وأغلبها من صنع القدر لا يستحقون شرف ذكر أسمائهم ولو تلميحا... اعتمادا على ذكاء الشعب المصرى الذى يعرفهم اسما اسما ويثق فى أنه سوف ينتصر بأصوات البلابل والعصافير على شوشرة البوم والغربان والصراصير! وعذرا لكل من اعتادوا على كتاباتى الهادئة منذ أن أمسكت القلم.. ولكن للصبر حدود! خير الكلام : الأحمق مثل المهرج الذى يعرفه الناس من «طرطوره»! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله