أكتب هذا الحديث بينما الجو عاصف والسحب الداكنة تغطى سماء منطقة الزعفرانة جنوب العين السخنة فى محافظة البحر الأحمر، بالتزامن مع تصاعد ملحوظ فى سرعة الرياح المحملة بالأتربة والرمال ومع ذلك فإن أهل المنطقة لا يبدو عليهم، أى مظهر من مظاهر القلق والخوف حيث لديهم ثقة مطلقة فى أن زمن العاصفة لن يطول وأن المطر سوف ينهمر وربما يصحبه بعض البرق والرعد لكى تخمد العاصفة وتنقشع السحب ويتوقف هبوب الرياح المحملة بالرمال والأتربة انتصارا لقانون الطبيعة، الذى لم يخلف معهم وعدا بأنهم يسكنون بقعة ساحرة بأجوائها ورمالها وزوارها وشواطئها! وأتأمل فى دلالات هذه العاصفة المناخية وأجدنى أسخر من ألعاب الصبية فى شاشات الفتنة والتحريض وهم يتوهمون أن مهرجان النفخ فى الزمامير كفيل بأن يقيم الدنيا ويقعدها على مصر، من شدة عواصفهم الهوجاء المحشوة بأكبر كم من الأكاذيب والشائعات والدعايات الرخيصة السوداء. والحقيقة أننى لست مبالغا عندما أقول بسخريتى وسخرية كل من أعرفهم من غباء وتفاهة وسطحية حملة الزمامير، لأن ذلك ليس تهوينا أو استخفافا بهذه الحملات والقائمين عليها فحسب، وإنما لعميق الثقة فى أن هؤلاء الصبية – المأمورين بفعل ذلك – هم أول العارفين بأن هذه العواصف لن تستطيع أن تفعل شيئا ضد مصر – أى شيء – لأن درجة الوعى عند المصريين بلغت قدرا هائلا من تمييز الحق عن الباطل وفرز الغث من السمين قياسا على سابق التجارب والمواقف لأصحاب الأدوار القذرة فى كيل أحط الاتهامات لمصر ولرئيسها، الذى استطاع بجرأته وصراحته وإصراره على مواصلة برنامجه لبناء مصر القوية فى الداخل والخارج أن يشكل بالنسبة للرؤوس قبل الذيول فى عواصم الفتنة والتحريض عقدة شخصية.. واسألوا المحيطين بأردوغان وتميم عن صحة ودقة ما أقول! خير الكلام: عندما تتجاهل خصمك يحس بتفاهته! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله