فى رأيى أن عام 2017 الذى يوشك على الرحيل كان عاما حاسما فى وضع النقاط على الحروف وإلقاء أضواء كاشفة على المشهد المصرى وما يرتبط به من امتدادات إقليمية ودولية كانت مسرحا لحوادث وأحداث جسام. فى عام 2017 رأينا كيف أصبح التآمر فى العلن وعلى رءوس الأشهاد عنوانا لحلف الشر والكراهية المعادى لمصر وكيف أصبح التضليل تجارة تستخدم للضغط والتخويف والابتزاز من خلال قنوات الفتنة والتحريض التى لا تستحيى من الفشل تلو الآخر فى مقامرات إعلامية ونفسية معدومة النتائج. ورغم أى مصاعب واجهناها فى عام 2017 فإن اليقين قد ازداد رسوخا بأن حربنا ضد الإرهاب والفكر المتطرف لم تعد فقط مجرد ضرورة من ضرورات الحياة وإنما مبدأ لابد أن نمضى فيه إلى النهاية انطلاقا من حسن الفهم وصحة الإدراك بأن هذه الحرب التى نخوضها ببسالة لا تنطلق من نوازع انتقام كامنة فى نفوسنا رغم توافر مبررات الانتقام لدماء الشهداء والجرحى الأبرياء من ضحايا العمليات الإرهابية الخسيسة التى طالت المساجد والكنائس على حد سواء وإنما تنطلق من عمق الاقتناع بأن سلامة مصر وضمان أمنها هو الهدف والمقصد والمبتغى! والحقيقة أننا استطعنا خلال عام 2017 أن نقطع شوطا طويلا فى الحرب المشروعة ضد الإرهاب مثلما استطعنا أن نكشف حقيقة أولئك الذين يدفعون المليارات لتمويل الجرائم الخسيسة والسعى لتغطيتها وتبريرها بواسطة الفلول الهاربة فى ملاذات الدوحة واسطنبول ولندن التى فقدت كل مصداقية ولم تعد فى أيديهم أى أوراق سوى إعادة استنساخ الأكاذيب والشائعات للإبقاء على الروح المعنوية الهابطة للسذج والمخدوعين من أتباعهم على أرض مصر. وإذا كان لابد من كلمة فإننى أقول بغير تردد إن أحاديث التصالح مع الجماعة وحلفائها المتورطين فى الإرهاب هو نوع من السخف وأقرب إلى السخرية فى مثل هذه الظروف بعد أن تبدد كل ظلام وضباب وبعد أن فاحت رائحة الخيانة التى تزكم الأنوف! خير الكلام: فرق كبير بين من يدافع عن مبدأ ومن يلهث وراء مطمع! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله