«الكثرة تغلب القانون».. يبدو ان هذه المقولة أصبحت منطقا لسائقى سيارات السرفيس فى بعض شوارع الإسكندرية التى تحولت إلى مواقف عشوائية لتحميل الركاب بعيدا عن المواقف الرسمية المحددة وأيضا بعيدا عن رقابة الجهات المختصة والمرور حتى بات الآمر يمثل سباقا بين سائقى السيارات حول إمكان عمل موقف للتحميل، كل كما يحلو له، ما أوجد تكتلات عشوائية.. ناهيك عن الزحام وإعاقة حركة المرور والمشاجرات بين الركاب. هذا ما يشكو منه الكثيرون ومنهم مرزوق عطا الله موظف- الذى يقول إن ظاهرة سيارات الميكروباص التى تعمل وهى من خارج المحافظة تمددت حتى وصلت الى الكورنيش، فمن يصدق أن يصبح بمنطقة محطة الرمل وعلى الكورنيش مباشرة فى المنطقة التجارية الشهيرة والقريبة من ميناء الإسكندرية ذات الجذب السياحى موقف عشوائى لسيارات الأجرة تصطف فيه طوابير من السيارات من اجل تحميل الركاب، والغريب أن معظم تلك السيارات المصطفة مكتوب عليها «أجرة بحيرة» وهذه مخالفة مرورية أخرى فكيف تم دخول هذه السيارات وتشغيلها فى غير المحافظة المرخص لها بها؟ ويقول أيمن أبو عرب موظف : إن تلك المواقف العشوائية أهم أسباب أزمة المرور التى تعانى منها الإسكندرية خاصة فى مناطق غرب مثل العجمى والكيلو 21 و باتت معظم الشوارع ملكا لسيارات نقل الركاب. تلتقط أطراف الحديث نعمة عيسى ربة منزل فتوضح أن سيارات الميكروباص أغلقت شوارع بأكملها كشوارع منطقة محطة مصر، حيث تقف السيارات فى صفوف متجاورة بعرض الشارع ليصبح المتاح عبارة عن رصيف فقط يسير عليه المواطنون أما نهر الطريق فقد احتلته صفوف السيارات. فيما يقول عباس مؤمن موظف إن المواقف العشوائية ابتدعها سائقو سيارات الأجرة المتهالكة غير الصالحة للسير وتحميل الركاب والسيارات التى تحمل لوحات رحلات الإسكندرية بل والسيارات التى تسير بدون لوحات معدنية. و أوضح اللواء شريف رشدى مدير مرور الإسكندرية الأسبق أن تلك الظاهرة تزداد نتيجة احتياج المواطن إلى وسيلة نقل مباشرة ومتوافرة، بالإضافة إلى أن سيارات الأجرة الخاصة بتحميل الركاب معظمها يحمل لوحات رحلات ومنها سيارات ملاكى يستخدمها أصحابها فى تحميل الركاب والبعض بلا لوحات معدنية أصلا وهذه السيارات المخالفة للقانون لا يستطيع سائقوها الدخول للمواقف الرسمية وتحميل الركاب منها بشكل قانونى لأن المواقف الرسمية محددة بعدد السيارات وأرقام وخطوط مقننة والسيارات المخالفة خارج منظومة العمل بالمواقف الرسمية لذلك لجأوا إلى الوقوف خارج المواقف الرسمية لتحميل الركاب ومع مرور الوقت تحولت إلى مواقف غير رسمية تتسم بالعشوائية ومخالفة القانون. وهناك أيضا سيارات الأجرة التى يطلق عليها سيارات التجزئة أى التى تجزئ المسافة مثل سيارات المنشية- العوايد حيث يقوم السائق بالوقوف فى منتصف المسافة لاستكمال رحلة أخرى لتحميل الركاب وعادة ما يقف فى موقف عشوائى لسيارات الأجرة،وقد انتشرت بشكل كبير فى مناطق ابيس أسفل الكوبرى والفلكى والدائرى وأيضا مدخل شارع القاهرة مع شارع مصطفى كامل، بالإضافة إلى التكدس الرهيب بشوارع الهانوفيل والبيطاش بالعجمى، وللأسف هذه الظاهرة امتدت إلى مناطق وسط وشرق الإسكندرية التى باتت تعانى وجود هذه المواقف التى تسبب فوضى وزحاماً بالشوارع. وحول الحلول المقترحة للقضاء على هذه الظاهرة السلبية يقول اللواء شريف رشدى: ان الإسكندرية فى حاجة ملحة لمشروع جماعى لنقل الركاب من شرق ووسط المدينة والعكس وهذا سيساهم بشكل كبير وفعال فى تخفيف الكثافات على الطرق والمحاور الرئيسية خاصة شوارع جمال عبدالناصر وطريق الحرية والكورنيش ومن ناحية أخرى سيصبح هذا المشروع أداة فعالة فى القضاء على المواقف العشوائية.