اصبحت امبراطورية الميكروباص بالاسكندرية بلا حسيب او رقيب فجميع المخالفات يمارسها سائقو الميكروباص دون ان يتصدي لهم احد.. استولوا علي الميادين والشوارع الرئيسية وقسموا المسافات ورفعوا الاسعار وتعدوا علي الركاب. وبعضهم يعمل دون ترخيص واصبح الميكروباص بالاسكندرية بمثابة استثمار تجار المخدرات والعملة وغسيل الاموال إلي جانب التونايات والاتوبيسات الصغيرة غير المرخصة في شوارع الاسكندرية .. ولعل من المعتاد ان تجد تحول اية منطقة من المناطق الراقية بالثغر الي موقف عشوائي مثل ساحة القنصلية الفرنسية علي الكورنيش وواجهة الغرفة التجارية والمجمع النظري لكليات الجامعة ومحكمة الحقانية وامام ميدان ساعة الزهور بشارع ابو قير ودوران سموحة وغيرها بخلاف الكورنيش بطوله. معاناة يومية رصدت "المساء" من خلال لقائها عددا من المواطنين معاناتهم اليومية مع "مافيا" الميكروباص. يقول محمد عماد ان سائقي الميكروباص بالاسكندرية يمثلون إزعاجا كبيرا بالشارع فضلا عن انهم يقومون بإحداث الفوضي المرورية خاصة في ظل ضعف رجال المرور وعدم تواجدهم بالشوارع التي اصبحت ملكا خاصا فضلا عن استغلالهم للركاب وتقسيم المسافات. وموقف الميكروباص بمحطة مصر يعتبر مثالا حيا للفوضي بالشارع فبالرغم من كونه اشهر ميادين المحافظة وبه مكتب لمتابعة الانضباط المروري الا انه يشهد فوضي عارمة من قبل السائقين الذين يمارسون جميع أنواع البلطجة ومنها تقسيم المسافات خاصة خط محطة مصر ابو قير لتصبح الاجرة من 3.75 وهي الاجرة الرسمية 7.50 ويقوم السائق بالتشاجر مع الركاب التي تعترض علي دفع اجرة بزيادة عن الاجرة الرسمية . ويضيف عماد أبوالفضل من الغريب انه اثناء اوقات مباريات كرة القدم وخلو الشوارع من المارة يرفع سائقو الميكروباص السعر بحجه انه لا يوجد ركاب فيحملني سعر باقي المقاعد الخالية وعندما ارفض يقوم بإنزالي من الميكروباص هذا بخلاف اسلوب البلطجة الذي يتعاملون به مع الركاب ويقومون بتشغيل الاغنيات باصوات مرتفعة ولا يهتمون اذا كان من الركاب مرضي او كبار سن وعندما يعترض احد الركاب يتعرض للإهانة مطالبا بضرورة توفير ارقام اغاثة من شرطة المرور للابلاغ عن اي تجاوزات من قبل السائق او استغلاله للركاب او تقسيم المسافات واجبار السائقين علي تعليق لافتات عليها ارقام الاغاثات علي واجهة السيارات . الكسب السريع ويقول محمد عادل من سكان منطقة المعمورة لم نعد نتحمل استغلال سائقي الميكروباص لانهم يقومون بتقسيم المسافات بحسب اهوائهم الشخصية وبخاصة في اوقات الذروة فهم يرفعون الاجرة علي المواطنين بشكل مبالغ فية ..فكل من هب ودب يعمل حاليا سائق لانها اصبحت مهنة المكسب السريع . ويذكر محمد عاطف " طالب " أن سائقي الميكروباص يستغلون الجميع ولا يفرقون ما بين طالب او موظف أوغيره فهدفهم استغلال المواطن وتقسيم المسافات واصبحوا يختاروا الراكب حسب اهوائهم وقرب المسافة والساكن القريب له الاولوية في الركوب لانة يدفع الاجرة كاملة وينزل سريعا ويصبح بمثابة صفقة ناجحة للسائق لانه يحصل علي الاجرة مرتين او ثلاثة . ويري أحمد مبروك أن سائقي الميكروباص لجأوا لحيلة جديدة في تقسيم المسافات عن طريق بدء التحميل من المحطة الرئيسية بمنطقة الانفوشي وبدلا من التحميل بحسب خطوطهم يقوموا بالتحميل من الانفوشي للمنشية مقابل جنيه ونصف الجنيه ثم اعادة التحميل من المنشية وحتي فيكتوريا مقابل ثلاثة جنيهات. أيضا التحميل من فيكتوريا وحتي المندرة مقابل جنيهين لترتفع قيمة الاجرة علي الراكب الي ستة جنيهات ونصف. ويوضح محمد احمد ان سائقي الميكروباص يستخدمون الشوارع مواقف عشوائية لتحميل الركاب وهو ما يتسبب في حدوث فوضي عارمة بالشوارع وغلق الطرق امام مرور السيارات خاصة خلال ساعات الذروة في ظل غياب رجال الشرطة والمرور بالشارع نهائيا وعدم ضبطه وترك سائقي المكروباص هم الذين يتحكمون في الشارع . غياب رجال المرور ويضيف محمود السيد بخيت انه من سكان المندرة ويعمل بمنطقة المنشية ويقطع المسافة من العمل الي المنزل ويعتبرها رحلة عذاب يومية بسبب بلطجة سائقي الميكروباص وغياب المرور مما يسفر عن قيام السائقين بفرض الاجرة علي حسب اهوائهم الشخصية ويختارون الركاب كما ان المقعد الامامي والمجاور للسائق لابد وان يقوم الراكب فيه بدفع الاجرة مضاعفةكما انهم يمارسون البلطجة بشتي صورها. ويشير عماد مهدي إلي انه يسكن بشارع الترعة المردومة بابوسليمان ويعمل بالابراهيمية ويوميا يتعرض لاستغلال سائقي الميكروباص من تجزئه الاجرة في ظل غياب رقابة رجال المرور بالمحافظة كما ان معظم السائقين يسيرون تحت تأثير المخدر والامر لا يحتاج الي تحليل لبيان ذلك لأنه بمجرد التعامل معهم ستكتشف ذلك . ويطالب محمد الامين بضرورة وجود ولافتات توضح قيمة الاجرة وارقام للاستغاثة من السائقين لعدم ترك المواطنين فريسة للجشع. ومع عمل وحدات مرورية علي الطرق لمحاسبة السائقين المقصرين والبلطجية الذين يختلقون المشكلات مع الركاب هناك من السائقين يشترطون جلوس السيدات والفتيات بالمقاعد الامامية بجوارهم دون الرجال مؤكدا علي ان سائقي الميكروباص يمثلون اكبر ازمة تعاني منها المحافظة.