ما حدث فى نيوزيلندا يجب أن يدعونا للقلق.. لماذا؟ لأننا اكتوينا من نار الإرهاب وما زلنا.. حدث وإن دخل الإرهابيون مسجدا بالعريش وقتلوا عشرات من المصلين، لم نسكت..طاردناهم وما زلنا نطاردهم فى بقعة صغيرة شمال شرق سيناء. ولأن الحريق الأكبر يبدأ من مستصغر الشرر يجب أن ننتبه. نحن نسكت عن ممارسات يومية يبدو أنها تدخل فى إطار الحرية الشخصية وهى ليست كذلك، حينما نسمح بتديين الفضاء العام، وحينما نسمح لمحال السوبر ماركت بأن ترتدى مسوح الدين، تدخل لشراء غرض صغير فتجد إذاعة داخلية تذيع القرآن الكريم، وحينما تدخل فى مكان لبيع الصحف والكتب فتجد اذاعة مستمرة للقرآن الكريم وبطبيعة الحال لن يحرمك مالك العمارة من تشغيل آيات من الكتاب المقدس، وحينما تدخل فى نقاش لن تسلم من اشارات للتكفير رغم نطقك للشهادة ورغم تبيان أنك مسلم وانه اذا قرئ القرآن فأنصتوا اليه فى خشوع وانه لا يجوز فى وسط جدل البيع والفصال ان تترك اذاعة القرآن دون تأمل آياته. منذ أيام سألت سائق تاكسى عن معنى آية من الآيات يذيعها راديو السيارة، قال لى لم أنتبه ولا أعرف المعنى. احترام النص الدينى واجب علينا والعقيدة هى علاقة العبد بربه ويجب أن يكون فيها خشوع وتأمل، وأهلنا علمونا أنه لا تجارة بالدين لكن يبدو أننا لم ننتبه حتى الآن الى تداعيات تديين الفضاء العام، وضرورة الالتزام باحترام العقائد الأخرى، واحترام العمل باعتباره عبادة ولا خلط للدين بالدولة. خطورة ما يحدث فى المدرسة والإعلام والشارع ووسائط التواصل الاجتماعى أنها تدفع المؤمن من الاعتدال إلى التطرف بعيدا عن سلطة القانون والدولة فهل ننتبه؟!. لمزيد من مقالات جمال زايدة