وجود مواهب فذة فى مجال الفن التشكيلى من الشباب ذوى الاحتياجات الخاصة، تستوجب تحليلها ودراستها وإلقاء الضوء عليها، مع توصيف الوسائل العلمية للكشف عنها، لأن هذه الفئة تمثل طاقات وثروة إبداعية كبيرة، فى حاجة لرعايتها وتبنيها من خلال رؤية شاملة بعيدة المدى، والتعهد بإعداد برامج تدريبية لتطوير مواهبهم الخلاقة.. خلال هذه السطور، نقدم نموذجا يؤكد ذلك، ويحتاج إلى التبنى والرعاية.. دعاء محمد السيد، فتاة فى الثلاثين من عمرها، شاء القدر ان تصاب وهى فى الثالثة بمرض ضمور العضلات، وعند وصولها لسن الثانية عشرة، أصبحت قعيدة الكرسى المتحرك.. حلمها الإلتحاق بكلية الفنون الجميلة، ولكن ظروفها الصحية والصعوبة الحركية حالت دون ذلك، اكتفت بالثانوية العامة، واتجهت إلى الاعتماد الذاتى على نفسها لتنمية موهبتها فى الرسم، ووجدت فيه ملاذها، شاركت دعاء فى ملتقى اولادنا الفنى الثالث لذوى القدرات الخاصة الذى أقيم مؤخرا بدار الأوبرا تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى وبمشاركة 37 دولة. تقول دعاء: الرسم بالنسبة لى النافذة المضيئة التى أرى من خلالها العالم بألوانه، يستخرج من داخلى كل أحلامى وطموحاتى وعالمي، واجهت شدة وقسوة المرض بالرسم، دفعنى للتغلب على كل موجات الإحباط واليأس التى تمر بي، خاصة حينما حال القدر والمرض عن استكمال تعليمى الجامعى.. وتستطرد:«اتجهت الى الرسم وتعلم كتابة الخطوط العربية، وطورت من موهبتى بأقل الإمكانيات والأدوات، وحاليا أقوم برسم بعض البورتريهات وبعض اللوحات المدرسية، بمقابل مادى بسيط.. واجهتنى الكثير من الصعوبات ومنها فشلى فى الحصول على اى عمل، وصعوبة المشاركة فى المعارض الفنية وبيع لوحاتى، ولكن الأمل مازال يحدونى فى إقامة معرض للوحاتى».