يرسم أحلامه من فوق كرسي متحرك.. "الدلو": بأحلم أمثل فلسطين أمام العالم

ضمور عام بعضلات الجسم حرمه من الحركة بشكل طبيعي، يقضي حياته فوق كرسي متحرك يرى منه العالم بنظرة مختلفة، عليه اكتشف موهبته وحب الرسم وخط بأصابعه ملامح لوحاته وبه وصل إلى مسابقات محلية حصد فيها جوائز عدة وكاد أن يقترب به- لولا أن منعه حصار الاحتلال من حضورها- إلى مسابقات عالمية ينافس بها أمثاله من دول العالم.
بعد إتمام دراسته الثانوية، اكتشف محمد يونس الدلو، 24 عام، موهبته في الرسم فبدأ يبحث في مدارس هذا الفن مستعينا بمقاطع الفيديو التعليمية عبر الإنترنت والكتب الإلكترونية المؤلفة فيه، وحسب قوله، في البداية كان يستخدم أقلام الرصاص والفحم للرسم وبالوقت وبعدها اتجه إلى الرسم بالألوان الخشبية وأقلام حبر جافة وألوان مائية.
يجلس الشاب العشريني في معزل بعيدا عن من حوله وسط حجرته بمنزله الصغير في غزة، تلك المدينة التي لاتهدأ يوما من هتاف المتظاهرين وطلقات رصاص الاحتلال، وكلما اهتز زجاج غرفته من دوي الطلقات، تمخضت إلى ذهنه فكرة جديدة يبدأ في رسم ملامحها، وحسب حديثه ل"الوطن" وقت الرسم كأني بكون بعالم آخر، الرسم وسيلتي الوحيدة لفرض نفسي أنا وفئة ذوي الإعاقة المهمشة في مجتمع مشغول بالحرب والصراع.
"ماندالا وأنميشين و تعبيري" ثلاث مدارس مختلفة للرسم، أبدع فيها ابن غزة، تعلم مبادئها تعليما ذاتيا، وأبدع في تكوين لوحات فنية بها،"فن الماندالا الهندي بيستخدمه الأطباء النفسيين لإزالة التوتر والاكتئاب وأنا بلاقي راحتي فيه وفي الرسم".
نظرا لظروفه الصحية يجد الشاب العشريني صعوبة في الجلوس بالساعات أمام لوحة خشبية يرسم ملامحها بدقة، فاتجه إلى الرسم الإلكتروني عبر تطبيقات الهاتف المحمول، "من 2017 اتجهت للرسم الرقمي بسبب ظروفي الصحية وبعدها بطبعها بالحجم اللي بدي ياه".
حلم المشاركة في المسابقات العالمية يتلاشى عندما يتذكر الدلو حصار الاحتلال ومنعه لأهل غزة من السفر خارج البلاد، فكثيرا ما تقدم بأعماله لمسابقات دولية ولم يتمكن من الحضور لهذا السبب، وحسب قوله، يستبدل حلم تمثيل بلاده عالميا بحضور المعارض الفنية المحلية وحصل على العديد من الميداليات وشهادات التقدير بها، "بشارك في كل المعارض المحلية وباخد تكريمات وجوايز، حلمي أسافر وأمثل بلادي قدام العالم"، حسب قوله.