تحدث الرئيس عبد الفتاح السيسى مجددا يوم الخميس الأسبق عن الإعلام ودوره فى الصراع الموجود على الساحة العالمية. وكان هذا خلال مداخلته الثرية تعقيبا على كلمة الزميل والصديق أسامة هيكل رئيس لجنة الإعلام والثقافة والآثار فى مجلس النواب التى تناولت الإعلام وانتشاره بالتأثر التقنى والثقافة بمفهومها الشامل وأدواتها وأساليبها المستحدثة. وتلك بالفعل قضية مهمة وقد سبق للرئيس أن تحدث عنها مقارنا بين إعلام الستينيات وما بعدها. وأظن أن تلك كانت قضية مهمة تناولها القلم خلال السنوات الخمس الماضية بل أيضا ما قبل ذلك باعتبار أن الإعلام وهذه وجهة نظرنا ليس مجرد ناقل للخبر لكنه يلعب دورا تنويريا أساسيا سواء من داخله أو بنشر وعرض إبداعات المفكرين والمثقفين بأسلوب جذاب.. ومن هنا فإننا نؤكد مرة أخرى ومرات عديدة أن الإعلام رسالة نبيلة ومهمة لكنه أيضا وبالضرورة صناعة ثقيلة بدءا من الفكر الإبداعى إلى التنفيذ بأساليبه الجاذبة المشوقة. وإذا كنا نتناول قضية الإعلام والثقافة فإن التحليل لابد أن يتجه إلى البنود الإعلامية المختلفة ومنها كمثال.. الخبر وكيف تكون صيغته ومتى يُنشر وأين والمقال ولأى هدف يكون ولمن يتوجه والتحقيق الصحفى الذى هو بحث عن ظاهرة اجتماعية بكل أبعادها وتداعياتها علاوة على الصورة والكاريكاتير والحوار والقصص الإخبارية وغيرها.. والمهم أن يكون الكاتب على درجة معقولة وكافية من المعرفة ومن المهنية وأن يكون هدفه هو مصلحة الوطن والشعب دون أى غرض خاص أو نفعي، وتدخل فى اطار العمل الإعلامى قضيتان مهمتان. الأولى هى أن تكون للدولة وجهة نظر فى الحياة وفى العلاقات الاقليمية والدولية وأن يكون بها إعلاميون ومثقفون يفهمون وجهة النظر هذه بل ويشاركون فى صياغتها ومن ثم يستطيعون التعبير عنها وترويجها من خلال أعمال مختلفة منها تحديدا ولذلك فإننى أقول أن الإعلام والثقافة رسالة نبيلة ولكنه أيضا صناعة ثقيلة تحتاج إلى ضمير وطنى قومى وإلى حرفية ومهنية عالية.. والمهم إلى نوايا خالصة.. واتصالا فإن لقاء الشباب العربى والافريقى الذى سيتم فى أسوان ليس بعيدا عما نقول. فإن شباب الدائرتين الأقرب إلى مصر وهما الدائرتان العربية والافريقية عرفوا ويعرفون الشعب المصرى والوطن المصرى من خلال الإعلام والثقافة.. طبعا والتعليم، إذ إن هذه تُكمل الأداء السياسى لمصر ورسالتها.. والمهم أن يكون أداؤنا الإعلامى بوعى وذكاء وأدلل على ذلك بمواصلة الرئيس السيسى فى ختام القمة العربية الأوروبية تعقيبا على سؤال صحفى فخاطبهم بقوله: إن لكم إنسانيتكم وأخلاقكم ونحن نحترمها.. ولدينا نحن أيضا إنسانيتنا وأخلاقيتنا ومبادئنا.. فاحترموها». لمزيد من مقالات محمود مراد