لا تصدق أبدا أحدا من الفنانين وهو يتباهى بأنه انسحب هذا العام بمليء إرادته من المنافسة الرمضانية، حيث ستجد معظم الغائبين يزعمون أن ابتعادهم جاء كنوع من استراحة محارب، أو أنه قرأ سيناريوهات عديدة ولم تعجبه ففضل الانسحاب، وإلى كل تلك الحجج الواهية الكاذبة، لأننا نعلم جميعا أن حلم النجوم وصناع الدراما بعرض مسلسلاتهم في السباق الرمضاني لا يتوقف ولا يضاهيه نجاح آخر في أى مواسم أخرى غير رمضان. والحقيقة أنه قد آن الأوان لتغيير تلك النظرة الضيقة والخروج من الحيز الرمضاني المنغلق إلى مجالات أخرى أكثر اتساعا، خاصة أن التجربة أثبتت مؤخرا وبالدليل القاطع نجاح مسلسلات عرضت خارج رمضان وحقق عددا كبيرا منها نسب مشاهدات عالية، صحيح أن كثافة المشاهدة الرمضانية مازالت هي الأعلى، ولكن من المؤكد ومع استمرار ظاهرة عرض المسلسلات طوال السنة دون التقيد بمواسم محددة، سيأتي الوقت الذي تتساوى فيه حتما جميع نسب المشاهدة. المقصود من كل هذا ألا نبكي على تقلص عدد مسلسلات رمضان هذا العام، وألا تنتابنا كل حالة الصراخ والعويل بخروج عدد كبير من نجوم ونجمات رمضان الدائمين، وهذا طبعا ليس ترحيبا بخروجهم والاكتفاء بالنجوم الجدد فقط، مثلما يحدث حاليا!. فحلمنا الدائم أن نشاهد دراما متنوعة على جميع الأصعدة، سواء في تواجد النجوم الكبار بجانب الشباب، كما نتمنى أيضا أن يمتد التنوع إلى الموضوعات، وبدلا من سيطرة الأكشن والكوميديا على الأعمال الرمضانية لابد أن يكون هناك مكان أيضا للدراما الاجتماعية والدينية والتاريخية، وفي النهاية المشاهد هو المستفيد، لأنه سيكون أمامه الفرصة لمشاهدة النوع الذي يفضله. وربما من المميزات العديدة الأخرى للعرض خارج رمضان أنه أصبح هناك تواجد أخيرا للدراما الاجتماعية والأسرية، بدليل أنه وبرغم اقتراب شهر رمضان الفضيل إلا أن القنوات الفضائية مازالت تحرص على عرض أعداد كبيرة من المسلسلات الجديدة، بل وأصبحت تتنافس فيما بينها للفوز بأكبر عدد منها لعرضها حصريا على شاشتها. ومن هذه المسلسلات "آهو ده اللى صار"، وهذا المسلسل وما يحققه الآن من نجاح جماهيري كبير ومشاهدة عالية عوضه تماما عن خروجه من رمضان السابق. هناك أيضا سباق يجرى الآن بين عدد آخر من المسلسلات ومعظمها تحظى بنسب مشاهدة عالية، ومنها طلعت روحي والبيت الكبير وكارمن وأبو العروسة 2، ومن قبلهم كأنه امبارح وقسمتي ونصيبي 2، وغيرها من المسلسلات التي فاتها الميرى "عفوا رمضان"، ولم تتمرغ في ترابه بل على العكس جازفت بالعرض خارجه فكسبت أرضية جديدة ومشاهدين آخرين جددا. [email protected] لمزيد من مقالات علا السعدنى