تحررت الأعمال الدرامية من الأسر الرمضاني, خلال الفترة الماضية، وبالتحديد في النصف الثاني من العام الماضي، وأصبح المواطن يشاهد أعمالا تعرض لأول مرة على الشاشات بعيدا عن الشهر الكريم، ونجحت في جذب الجمهور، وحققت نسب مشاهدة فاقت في بعضها ما يعرض خلال رمضان. ويتجه المنتجون إلى عرض بعض أعمالهم خارج السباق الرمضاني نظرًا للازدحام الدرامي, الذي يشهده الشهر، إلى جانب أن بعض الأعمال لا تأخذ حقها في المشاهدة، وقد تكون جيدة وتفشل بسبب انشغال المشاهدين بأكثر من عمل. وقال إبراهيم أبو ذكري، رئيس اتحاد المنتجين العرب، إن ارتباط عرض الأعمال الدرامية بشهر رمضان ليس بجديد، لكنه بدأ مع ظهور التليفزيون الملون في بداية الثمانينيات، موضحا أن الزخم الإنتاجي للدراما في رمضان بدأ يؤثر على باقي شهور السنة، وكان يجب أن تكون هناك وقفة، خاصة أن بعض المسلسلات التي تعرض في الشهر الكريم لا تأخذ حقها في التوزيع أو المشاهدة، وبالتالي تتكبد خسائر جسيمة. وأضاف أبو ذكري ل"البديل"، أنه تم الاتفاق حاليا بين المنتجين والقنوات الفضائية بخصوص عرض مسلسلات رمضان، بحيث يكون ضمن "العرض الأول المتميز"، الذي تصبح القناة بموجبه المالكة للعمل بنسبة 100%، ويحق لها العرض في شهر رمضان، ولا يحق لأي قناة أخرى عرضه في الشهر الذي يليه، حتى ينال العمل حقه في التوزيع خلال العرض الأول والحصري، وكذلك العرض خارج الجمهورية. وتابع رئيس اتحاد المنتجين العرب، أن خروج الدراما من نطاق شهر رمضان، لن يكون ظاهرة، إنما ستصبح قاعدة، ويعملون على ترسيخها كي تستمر، مضيفا أن عددا كبيرا من القنوات الفضائية المتخصصة أفسحت المجال لعرض الدراما على نطاق أوسع بكثير. وأوضح المنتج عصام شعبان، أن عرض المسلسلات بعيدا عن شهر رمضان، وإيجاد مواسم أخرى للعرض، هدفا يعملون عليه، منذ فترة طويلة, مضيفا ل"البديل": "نعمل جميعا كمنتجين على الاستمرار في الأمر، وليست مجرد ظاهرة تنتهي مع الوقت، خاصة بعد النجاح اللافت ونسب المشاهدة العالية التي حققتها أعمال عرضت بعيدا عن موسم رمضان، ما شجع العديد من المنتجين على الإنتاج بعيدا عن الموسم الرمضاني ودون أدنى خوف من خسائر. وأكد المنتج محمود شميس ل"البديل"، أن عرض الأعمال الدرامية خارج شهر رمضان يهدف خلق سوق جديدة، فمع زيادة عدد الإنتاج الدرامي ودخول بعض المنتجين الجدد في مجال الإنتاج الدرامي، بالإضافة إلى وجود أكثر من عمل لنفس المنتج، جعل فتح مواسم أخرى للعرض بعيدا عن الموسم الرمضاني ضروريا وحتميا، مضيفا أن مشاهدة أعمال درامية تعرض لأول مرة بعيدا عن المواسم المعتادة، لن يكون شيئا غريبا في السنوات المقبلة. وقال الناقد طارق الشناوي، إن ظاهرة عرض الأعمال الدرامية خارج الموسم الرمضاني ليست جديدة، لكنها أول مرة، تنجح بشكل ملحوظ ولافت للنظر، خاصة أن هناك مسلسلات مثل سابع جار، الطوفان، أبو العروسة، بين عالمين، وغيرها من الأعمال لاقت نجاحا منقطع النظير وتعدت نسبة المشاهدة على موقع اليوتيوب الملايين، ما يؤكد أن الجمهور يفضل مشاهدة العمل الجيد بعيدا عن موعد عرضه. وأضاف الشناوي ل"البديل"، أن عرض المسلسلات طوال العام سيضمن توزيعا عادلا للأعمال الدرامية من حيث المشاهدة، وكذلك تقسيم "تورتة" الإعلانات بشكل أكثر عدلا، موضحا أن طاقة الإنسان العادي وقدرته على المتابعة لا تتعدى أربع ساعات (مشاهدة بشكل متواصل)، بعدها يقل التركيز وتقل معه الرغبة في المشاهدة، ومتابعة أكثر من 30 عملا دراميا في يوم مدته لا تزيد على 24 ساعة، عملية مستحيلة.