تكررت حوادث عقر الكلاب للمارة سواء الضالّة منها فى الشارع، أو أمام المنازل خاصّة الفيلّلات التى يقتنى أصحابها الأنواع الضخمة الشرسة من أنواع «بتبول ، هاسكى ، جيرمان شيبرد»، وغيرها باهظة الثمن وكأنها «أسد» متنكر فى شكل كلب، ويتركها طليقة دون تأمينها بربط رقبتها فى طوق بسلاسل متينة داخل حدود المنزل، فتخرج وتفاجئ شخصا مسالما يسير فى الطريق وتمزقه بأنيابها ومخالبها محدثة له عاهات مستديمة، وآخرها الحالتان اللتان أزعجتا الرأى العام، وكانت الضحيتان، طفل «مدينتى» وعمره ست سنوات، حيث تعرض لإصابات عميقة فى وجهه، وضابط شرطة شاب فى التجمع الأول وقد نهشته الكلاب، وأجريت له أكثر من عملية جراحية.. والإصابة بداء الكلب واردة إذا كان مصابا به، وهو من الأمراض المشتركة التى تصيب الإنسان كما تصيب جميع الحيوانات ذات الدم الحار، وبالأخص آكلات اللحوم ويؤثر على الجهاز العصبى مسببا الموت السريع، وقد تمخضت العقوبات عن التحفظ على الكلبين وإخلاء سبيل صاحبهما بكفالة زهيدة رغم أن القانون وضع المسئولية الجنائية على صاحب الكلب، وما يستحق العجب أيضا رؤية صبية صغار وشباب من الجنسين ممسكين بكلاب شرسة على النواصى دون كمامة، ويستخدمونها كسلاح فى حالة العراك أو «يتمنظر» بها، ويعاكس الفتيات مما يشكل خطرا كبيرا على المارّة، وهكذا يتفرق دم الضحايا بين العقوبات الواهية. وفى تصريح لرئيس قطاع الطب الوقائى بوزارة الصحة قال إن 482 ألف حالة عقر سجلت فى عام 2018 مقارنة ب 432 ألف حالة فى 2017 وما يصاحب ذلك من احتمال الإصابة بالسعار إذا كان الحيوان مصابا بفيروس (داء الكلب) رغم الحملات البيطرية التى تقوم بها الهيئة، وقد صرح مصدر موثوق به فى الهيئة البيطرية بأن الحملات لا تنزل دوريا، ولابد من تلقى بلاغات بحالات عقر مع المرافق والبيئة ومحضر انضمام مع الشرطة وغير مسموح دخول المنازل أو العقارات للقضاء على كلب، والتعامل يتم فقط مع الكلاب الضالة!، ورغم عملى كصيدلى فإننى مع ما يطالب به الأطباء البيطريون برفع ملف القضاء على الكلاب من مسئولية الطب البيطرى لأنه طب الرحمة والرفق بالحيوان ووقايته من الأمراض وليس قتله، واستخدام سم «الإستركنين» بدلا من ذلك للتخلص من الكلاب الضالة وغير المرخصة هو السائد برغم خطورته، ولمن يريد أن يقتنى كلبا عليه أن يسعى لاستخراج رخصة باصطحابه ومعه الرقم القومى إلى الوحدة البيطرية لتعاطى لقاح السعار إجباريا بدءا من عمر ستة أشهر، مع رسم زهيد، وتظل سارية لمدة محددة، ثم يعاد تجديدها مع إعطاء جرعة ثانية من اللقاح، وهذا الإجراء لابد منه أمانا لصاحب الكلب، ولسلامة المواطنين، وأسوق لكم بعض ما قيل من النصائح بمناسبة اليوم العالمى للسعار فى 28/9/2018: لا تنظر مباشرة فى عين الكلب فتجعله أكثر شراسة . لا تظهر الخوف وتمالك أعصابك وتحرك بهدوء . لا تجرِ ولا تعط ظهرك للكلب لأن ذلك يثير شراسته . لا تصرخ وإذا أحكم الكلب فكيه على ساعدك مثلا قم بسد منخاريه، فيضطر إلى فتح فمه والق بأى قماشة أو كوفية فى فمه . د. مصطفى شرف الدين