القدس عاصمة أبدية لدولة فلسطين, كان هذا هو عنوان المؤتمر التاسع والعشرين للاتحاد البرلمانى العربى الذى عقد أخيرا فى الأردن، وهو ما يعكس أن القضية الفلسطينية ستظل أحد الثوابت العربية الأساسية، والشاغل الأساسى للدول العربية على المستويات الرسمية والشعبية حتى يحصل الشعب الفلسطينى على حقوقه المشروعة، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدسالشرقية، وحل مشكلة اللاجئين, وفى المقابل رفض أى صيغ انفرادية لا تحقق السلام العادل والشامل. ولاشك أن حل القضية الفلسطينية بشكل عادل هو مفتاح الأمن والاستقرار فى المنطقة، كما تؤكد مصر دائما، وأن استمرار تلك القضية دون تسوية دائمة ونهائية، أو محاولة فرض صيغ مشوهة للسلام، يعنى استمرار بيئة عدم الاستقرار والعنف والاضطراب. ومن هنا جاء تأكيد الاتحاد البرلمانى العربى على أهمية القدس, ليست فقط كقضية تهم الفلسطينيين بل تهم كل العرب والمسلمين فى العالم, وليعطى دعما قويا للشعب الفلسطينى فى مواجهة الاعتداءات التى تمارس ضده وعلى مقدساته، ويرفض كذلك سياسة الأمر الواقع التى تتبناها إسرائيل فى بناء المستوطنات غير المشروعة فى الأراضى الفلسطينية. لقد تبنى العرب السلام كخيار إستراتيجى عبر المبادرة العربية التى تبنتها القمة العربية فى عام 2002 والتى تقوم على صيغة الأرض مقابل السلام, وترتكز على المرجعيات الدولية الممثلة فى قرارات مجلس الأمن وقواعد القانون الدولى التى تؤكد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ولذلك فإن اتخاذ خطوات انفرادية من جانب بعض الدول بشأن عملية السلام لا يحقق تلك الحقوق سيكون مصيرها الفشل كما حدث مع الكثير من المبادرات السابقة. وبالطبع فإن تحقيق السلام العادل والشامل من شأنه يحقق الأمن والاستقرار، كما أنه سيحقق مصالح جميع الأطراف ويسهم فى بناء علاقات تعاون وتقارب بين الدول والشعوب، إضافة إلى أنه المفتاح لحل بقية الأزمات فى المنطقة ومواجهة مشكلات الإرهاب والتطرف. وهذه هى الرسالة العربية التى عبر عنها مؤتمر الاتحاد البرلمانى العربي، كما عبرت عنها القمة العربية من قبل. لمزيد من مقالات رأي