مع انطلاق الانتخابات الرئاسية فى أكبر قوة اقتصادية فى إفريقيا، تواجه نيجيريا اختبارا حاسما جديدا يتمثل فى الاختيار ما بين الرئيس الحالى محمد بخارى وزعيم المعارضة عتيق أبو بكر فى سباق متقارب بينهما تعتمد نتيجته على مدى ثقة الناخبين فى قدرة أى من المرشحين على مواجهة أكبر التحديات التى تواجه البلاد وهى تعزيز الاقتصاد ومواجهة الفساد والإرهاب.ويسعى بخارى لنيل فترة ولاية ثانية بعد فوزه التاريخى كمرشح سابق للمعارضة على منافسه جودلاك جوناثان مرشح السلطة فى انتخابات عام 2015 التى مثلت مؤشرا على تقدم فى التجربة الديمقراطية فى نيجيريا. ويواجه بخارى ومنافسه كبرى المشكلات فى نيجيريا وهى تعدد العرقيات حيث ينقسم السكان دينيا بين المسيحيين فى الجنوب والوسط والمسلمين فى الشمال والجنوب الغربى فضلا عن 500 جماعة عرقية وهو الأمر الذى تسبب فى كثير من أعمال العنف على مدار سنوات وأسفرت مؤخرا عن ظهور الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام». وبدءا من عام 2017، نجح بخارى فى تحسين الاقتصاد النيجيري، حيث أصبحت نيجيريا أكبر اقتصاد فى إفريقيا بناتج محلى إجمالى يصل الى 400 مليار دولار. ولكن بخارى يواجه انتقادات من المعارضة التى تقول إنه فشل فى حل مشكلات الطاقة بالبلاد - أكبر منتج للبترول فى إفريقيا - وخاصة انقطاع الكهرباء ونقص إمدادات الوقود فضلا عن إخفاقه فى التصدى لملف الإرهاب وخاصة جماعة بوكو حرام شمال شرق البلاد.أما عن عتيق أبوبكر فقد فاز بترشيح حزب الشعب الديمقراطى فى انتخابات داخلية فى سبتمبر الماضي، وهو رجل أعمال ونائب رئيس سابق، وسبق أن خاض الانتخابات الرئاسية أربع مرات. ويواجه أبو بكر مشكلتين قد تقلل فرصه فى الفوز وهو نظرة المواطنين النيجريين له على أنه رجل أعمال ثرى بعيد عن الشعب ومعاناته وثانيا تاريخ حزبه الذى حكم نيجيريا منذ عام 1999 إلى عام 2015 بعد أن قرر الشعب النيجيرى الإطاحة بسيطرة الحزب بعد تهم الفساد التى لاحقته.