تشهد العلاقات المصرية - الإفريقية مرحلة جديدة من التطور والنمو، بعد عودة مصر إلى الحضن الإفريقى وتسلمها رئاسة الاتحاد الإفريقى، ويتجسد ذلك فى حجم التعاون الأمنى والاقتصادى خلال الفترة الماضية وترتبط مصر بالقارة الإفريقية ارتباطا عضويا، جسدته الجغرافيا إضافة للتاريخ، والإرادة المشتركة، ووحدة المصير، كما عززته المصالح المتبادلة بين الشعوب الإفريقية. وتأتى جولات الرئيس فى الدول الإفريقية وعقد الكثير من المؤتمرات والندوات واللقاءات للحديث عن افريقيا وتنميتها واختيار مدينة أسوان عاصمة للشباب الإفريقى لعام 2019, وإعلان شرم الشيخ للتكامل الإفريقى والعربى لتؤكد اهتمام القيادة السياسية بإفريقيا. وفى إطار جهود الأزهر الشريف فى دعم شعوب القارة الإفريقية، وتعزيز أواصر التعاون بين الأزهر الشريف ودول وعلماء إفريقيا فى جميع المجالات العلمية والفكرية والدعوية والإغاثية قرر الإمام الأكبر تشكيل لجنة مختصة بالشئون الإفريقية بالأزهر لوضع البرامج والخطط والأنشطة التى من شأنها، تدعيم أبناء دول وشعوب القارة الإفريقية، من خلال بحث زيادة عدد المنح المقدمة للطلاب الدارسين فى الأزهر وزيادة أعداد المبعوثين من المدرسين فى دول إفريقيا، وتكثيف البرامج التدريبية لتأهيل الأئمة والوعاظ بها، بالتوازى مع القوافل الدعوية التى يرسلها الأزهر لمواجهة الأفكار المتطرفة لتؤكد التوجه بالاهتمام بالأصل الافريقى. وكم كانت سعادتى بشهر ديسمبر الذى شهد خلال اسبوع واحد انعقاد حدثين مهمين يتعلقان بإفريقيا، انعقد منتدى إفريقيا 2018 فى شرم الشيخ بحضور رؤساء النيجر وسيراليون ومدغشقر، وعدد من رؤساء مؤسسات التمويل الدولية، كما استضافت مصر المعرض الإفريقى الأول للتجارة البينية. وشهد منتدى إفريقيا 2018 مناقشات مهمة فيما يتعلق بالاستثمار واستراتيجيات جذب الاستثمارات ودعم الاقتصادات الإفريقية وخلال المنتدى تم توقيع 30 اتفاقية، أبرزها اتفاقية مع البنك الدولى لدعم القطاع الخاص بمليار دولار، ومذكرة تفاهم بين الشركة المصرية للاتصالات، وشركة ليكويد تليكوم باستثمارات 400 مليون دولار، ووقعت المنطقة الاقتصادية لقناة السويس 4 عقود استثمارية وشارك الرئيس السيسى فى افتتاح وختام منتدى إفريقيا 2018، كما شارك فى جلسة «القيادة الجريئة والالتزام الجماعى لدفع الاستثمارات داخل إفريقيا، وشارك أيضا فى جلسة «شباب رواد الأعمال بإفريقيا» المعنية بدعم قدرات شباب إفريقيا فى مجال تنمية ريادة الأعمال والابتكار ألقى كلمة تضمنت رؤية مصر تجاه دعم وتمكين الشباب، وفى الجلسه الختامية تم الاتفاق على إنشاء صندوق ضمان مخاطر الاستثمار فى إفريقيا والتفاوض مع المؤسسات الدولية لدعم البنية الأساسية ركيزة التنمية الحقيقية وتحفيز وتيسير عمل الشركات الإفريقية فى مصر وزيادة التعاون الفنى مع دول القارة وإنشاء صندوق للاستثمار فى البنية التحتية المعلوماتية، وشهد منتدى «إفريقيا 2018» العديد من التصريحات والرسائل للرؤساء والقادة والشخصيات القيادية بالقارة الافريقية ومنها الرئيس السيراليوني، جوليوس مادا الذى قال إن مستقبل إفريقيا يحتاج للرواد من الشباب ودعم الاقتصاد الرقمى وفتح أسواق جديدة وإيجاد أدوات استثمارية مبتكرة. وبعد تولى مصر قيادة الاتحاد الإفريقى سوف يتم إرساء ودعم عملية مكافحة انعدام الأمن لصالح التنمية الإفريقية، واضاف رئيس النيجر مامادو إيسوفو أن المنتدى فرصة كبيرة لإرساء أسس تكامل ونجاح القارة، وهى الأقل إنتاجا للصناعات فى العالم، وما زالت مخزنا للثروات الطبيعية ولدينا الكثير من المعادن كالنحاس والنيكل ويمكننا تصنيع القطارات والشاحنات ويجب أن تقوم البنوك المركزية بدعم لتحقيق التنمية والتطور الصناعى. وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسى ان إفريقيا هى مستقبل الاقتصاد العالمى وريادة الأعمال ونسعى للتكامل بين الدول الإفريقية وتحقيق التنمية الشاملة و إرساء الأمن والاستقرار واستغلال طاقات الشباب الواعد ودعم أفكارهم ونسعى لاستكمال أجندة القارة التنموية خلال رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي، ويجب أن تتوافق الإصلاحات الاقتصادية بإفريقيا مع متطلبات العصر، ويجب تمكين المرأة الإفريقية اقتصاديا وإشراك المرأة والشباب بعملية التنمية والقضاء على جميع أشكال العنف والتمييز ضده المرأة الإفريقية، وفى المعرض الإفريقى الأول للتجارة البينية -الذى ينعقد بالتزامن مع المؤتمر السابع لوزراء التجارة الأفارقة، والذى يناقش اتفاقية التجارية الحرة الإفريقية- تشارك فيه 1036 شركة إفريقية فى المعرض الأفريقى الأول للتجارة البينية من 34 دولة تشارك بأجنحة وطنية خلال المعرض من بينها 5 دول من خارج افريقيا وسيسهم فى تحقيق هدف البنك بزيادة حجم التجارة الإفريقية من 170 مليار دولار فى عام 2014 إلى 250 مليار دولارا وبذلك يضمن أن يصل إجمالى نسبة التجارة بين البلدان الإفريقية إلى 22% بحلول عام 2021 بشكل متحفظ، تبلغ قيمة التجارة الإفريقية 6 تريليونات دولار لإفريقيا على المدى القصير و12 تريليون دولار على المدى الطويل، عام 2019 عام مختلف فى تاريخ العلاقات المصرية الإفريقية، فمصر سوف تتولى رئاسة الاتحاد الإفريقى وتولى البنك المركزى رئاسة جمعية البنوك المركزية الإفريقية لأول مرة، بما يعنى القدرة على التعاون المشترك فيما يخص السياسة النقدية، والكثير من القضايا الإفريقية ووضع الاتحاد الإفريقى خطة 13-2063 التى منها تطوير البنية التحتية المشتركة، والتى تحتاج إلى تريليون دولار ومصر تهدف إلى تحقيق التنمية فى القارة السمراء ،افريقيا هى عمق استراتيجى لمصر التى هى جزء أصيل من القارة الإفريقية (نحن منهم وهم منا) والعلاقة بين مصر وإفريقيا علاقة قدر ومصير وعلى الجميع أن يدرك أن مستقبل مصر فى إفريقيا، وأن العودة هى عودة للجذور والتاريخ. ان مصر ستظل المتنفس للقارة، والأزهر الشريف هو من يعلم أبناءها، والمعاهد العسكرية المصرية يتخرج منها كبار القادة والمسئولين الافارقة، وتفعيل التجارة البينية مع مصر مع عودة دور شركة النصر للاستيراد والتصدير للقيام بدورها الايجابى مع شركة المقاولون العرب التى تنفذ العديد من المشروعات العملاقة مع العديد من الدول الافريقية. إن مصر 30 يونيو تدرك جيدا ان العودة للحضن الافريقى هو تحقيق لأحد اهم مطالب الأمن القومى المصرى. لمزيد من مقالات اللواء. محمد الغباشى