أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن المعرض الأول للتجارة البينية الإفريقية خطوة مهمة فى مسيرة دعم جهود التكامل الاقتصادى الإفريقي، خاصة فى ضوء الإنجاز المحقق فى مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة القارية الإفريقية، والتى ستدخل حيز النفاذ فى القريب العاجل، لتساعد دول القارة على تحقيق معدلات نمو اقتصادى مرتفعة بعد إزالة العوائق الجمركية أمام حركة التجارة البينية، وتسهيل حركة عناصر الإنتاج، فضلاً عن زيادة معدلات النمو الصناعى وتحقيق التنمية التكنولوجية، مما يساعد على تعزيز تنافسية المنتَج الإفريقى على الصعيدين الإقليمى والدولي. جاء ذلك خلال الكلمة الافتتاحية أمس والتى القاها نيابة عنه الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء ووزير الاسكان لفاعليات المعرض الأول للتجارة البينية الإفريقية، الذى يقام تحت رعاية رئيس الجمهورية، وينظمه البنك الإفريقى للاستيراد والتصدير، بالتعاون مع وزارة التجارة والصناعة، وهيئة تنمية الصادرات، خلال الفترة من 11-17 ديسمبر الحالي، بحضور عدد من رؤساء الدول والحكومات الإفريقية، ورؤساء وممثلى المنظمات الدولية والإقليمية، وعدد من الوزراء. كما أكد رئيس الوزراء خلال كلمته التى القاها نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، أهمية هذا الحدث الأول من نوعه فى القارة الأفريقية، الذى يأتى عقب محطة مهمة فى مسيرة العمل الإفريقى المشترك وهى منتدى إفريقيا 2018 بمدينة السلام شرم الشيخ، الذى اختتم أعماله بمدينة شرم الشيخ منذ يومين وكذلك بالتزامن مع المؤتمر السابع لوزراء التجارة الأفارقة، الذى يبدأ اليوم الأربعاء وسيشهد مناقشة إحدى أهم الاتفاقات على الساحة الاقتصادية الدولية، وهى اتفاقية التجارة الحرة بالقارة الإفريقية، مشيرا إلى انها تعد إنجازا حقيقيا على صعيد الجهود الحثيثة نحو التكامل الإفريقى الذى تضعه مصر على اهم أولوياتها . وأضاف مدبولى أن المعرض يأتى لنقل رسالة إلى العالم بأن إفريقيا مستعدة وترحب بالتعاون على كل الأصعدة الاقتصادية، التجارى منها والاستثماري، حيث أصبحت القارة الإفريقية محط اهتمام متزايد من قبل العالم أجمع كوجهة للأعمال، لاسيما بعد أن استطاع العديد من دول القارة قطع شوط طويل فى تحديث بنيتها الاقتصادية والتشريعية حتى تستطيع اللحاق بركاب متطلبات التنمية والاستثمار، وذلك فضلاً عن تعدد أطر التعاون الاقتصادى بين الدول الإفريقية وشركائها فى التنمية، الأمر الذى يشجع مجتمع الأعمال الدولى على التوجه لإفريقيا. مشيرا الى أن هناك العديد من الدول الافريقية قد تجاوزت معدلات نموها متوسط النمو العالمى خلال السنوات الأخيرة، وذلك رغم الأزمات المتلاحقة التى عصفت بالاقتصاد الدولى خلال السنوات الماضية، فقد تضمنت قائمة الدول ذات الاقتصاديات الأسرع نمواً فى العالم العديد من الدول الأفريقية. وأضاف رئيس الوزراء ان تنمية القدرات البشرية فى عملنا المشترك، هى ما ستجعلنا نلتقى بالمكانة التى تليق بقارتنا، فضلاً عن الاهتمام بالشباب الإفريقى عماد القارة وأساس مستقبلها وذلك من خلال الطريق الأوحد، وهو التعليم، مما يتيح لشبابنا اكتساب المهارات اللازمة للانخراط بكفاءة فى سوق العمل، والذى سيؤدى بدوره لدفع معدلات النمو لقارتنا، والتحول إلى مجتمعات المعرفة من خلال تطوير مجالات البحث والابتكار كركيزة أساسية للانطلاق إلى المستقبل، ومن هذا المنطلق يأتى حرص مصر على مواصلة دورها النشط فى تطوير القدرات المؤسسية والبشرية الإفريقية لا سيما الكوادر الشابة. وأعرب الدكتور مصطفى مدبولي، عن فخره بما تحققه مصر على صعيد تفعيل مبادئ التعاون والتكامل الإفريقي، حيث تسارعت الشركات المصرية إلى الاستثمار فى الأسواق الإفريقية، حتى تجاوز حجم استثماراتنا فى دول القارة 8 مليارات دولار، مما أسهم فى خلق عشرات الآلاف من فرص العمل خاصة فى قطاعات التشييد والبنية التحتية والطاقة والتعدين والزراعة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، كما وصل حجم تجارة مصر مع أشقائها الأفارقة إلى 5 مليارات دولار تقريباً، لافتا الى اننا نستهدف مضاعفتها خلال الأعوام الخمسة المقبلة، لمضاعفة التجارة البينية الإفريقية. وفى ختام كلمته، أكد رئيس الوزراء انه لشرف لمصر توليها رئاسة الاتحاد الإفريقى مطلع العام المقبل فى دورته الثانية والثلاثين، ونأمل من خلالها استكمال مسيرتنا فى دعم القضايا الإفريقية، وخاصة تنمية التجارة البينية بين دول القارة، كما نأمل من خلال رئاستنا لتلك الدورة تحقيق كل ما نصبو إليه نحن الأفارقة متقدما بالشكر للاتحاد الإفريقي، والبنك الإفريقى للتصدير والاستيراد، على الجهد المبذول لإنجاح هذا المعرض وغيره من الفاعليات الإفريقية المهمة، وكذلك على السعى الدائم لتحقيق التكامل بين دول القارة.