مازالت أزمة نقص الأطباء فى مستشفيات وزارة الصحة والسكان مستمرة وتطل برأسها من جديد كل لحظة، للبحث عن حلول لسد ذلك العجز الرهيب الموجود فى المستشفيات، نتيجة قلة أعداد الخريجين من كليات الطب كل عام ، وضعف الرواتب المتدنية لشباب الأطباء، وهروب الكثير منهم بالسفر للخارج، لتحسين مستوى معيشتهم ..ووسط تلك الأزمات حاولت وزيرة الصحة والسكان الدكتورة هالة زايد، إيجاد مخرج مؤقت على طريقة «المسكنات « التى تهدئ الآلام أحيانا ، لكن المرض العضال يستشرى فى الجسد ، ويحتاج إلى «مشرط» جراح ماهر ، يستأصله من جذوره قبل فوات الأوان ..وكانت البداية حينما قررت الوزيرة التعاقد مع أطباء فوق سن المعاش، بعد ال 60 عاما وحتى ال 65 عاما أو أكثر، للعمل فى المستشفيات لسد ذلك العجز ، والاستفادة من خبراتهم على حد وصفها أمام لجنة الصحة بمجلس النواب منذ عدة أيام .. ذلك القرار «المسكن« هو مجرد جرعة غير شافية لأزمة تفاقمت، ورؤية غير واضحة، وجرس الإنذار يدق كل يوم للبحث عن حلول أخري، وليس مجرد «مسكنات».. الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان قالت، إن الحكومة وافقت على التعاقد مع الأطباء فوق ال 60 عاما، لسد العجز الموجود فى المستشفيات والوحدات الصحية ، بالإضافة إلى الاستفادة من خبراتهم ، مشيرة إلى أن هناك عجزا شديدا فى عدد الأطباء ، خاصة مع قلة الخريجين من كليات الطب بالجامعات كلها الذين لا يزيد عددهم على 9 آلاف كل عام ، ولا يتناسبون مع عدد السكان ال 100 مليون مواطن، كما أن نحو 60% من الأطباء سافروا للعمل فى الخارج، وأيضا استقالة أكثر من 4 آلاف طبيب خلال العامين الماضيين بسبب ضعف الرواتب، إلى جانب أن كليات الصيدلة تخرج نحو 14 ألف صيدلى كل عام، ولا تحتاج وزارة الصحة منهم إلا نحو 3 آلاف فقط لتكليفهم وأداء عملهم ، فعدد الأطباء الخريجين أقل من الصيادلة بكثير ، فالمنظومة الصحية تحتاج إلى زيادة عدد الخريجين من كليات الطب لتقديم الخدمات الطبية بشكل لائق ومتميز للمرضى . من جانبه، قال الدكتور مكرم رضوان عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، إن وزيرة الصحة حضرت إلى لجنة الصحة منذ عدة أيام لمناقشة عدد من الموضوعات، وقد كان من بينها وجود عجز فى الأطباء بالوحدات والمستشفيات، وإنها بدأت فى اتخاذ خطوات لسد تلك الفجوة، ومن بينها التعاقد مع الخبرات من فوق سن المعاش والتجديد لهم كل فترة لسد ذلك العجز، وهى تعتبر خطوة على الطريق لحل تلك المشكلة، لكن لابد أن يكون هؤلاء الأطباء موجودين بالوحدات الصحية والمراكز ، وليس المستشفيات الكبيرة التى يتوافر بها الأطباء، وحتى يتم الاستفادة من هذه الخبرات وثقل خبرات شباب الأطباء من هذه الكفاءات. وأضاف الدكتور رضوان أن المنظومة الصحية، خاصة فى المستشفيات، تحتاج إلى رؤية مختلفة، فهناك مستشفيات بها تكدس كبير من الأطباء فى تخصص واحد فقط، ومستشفيات أخرى بها نقص شديد، ففكرة الوصف الوظيفى وعدد ساعات العمل للأطباء لابد من ضبطهما، حتى يتسنى لنا سد تلك الفجوة، كما يمكن أيضا أن يتم من خلال التعاقد مع أساتذة المستشفيات الجامعية ومشاركتهم فى تشغيل مستشفيات وزارة الصحة، فهذا سيكون حلا أيضا لهذه المشكلة، إلى جانب مراعاة شباب الأطباء فى الأجور وتحفيزهم لتقديم الخدمة اللائقة للمرضي، والعيش فى مستوى اجتماعى متميز، خاصة أن مهنة الطبيب شاقة ومرهقة، لكنها فى المقام الأول رسالة إنسانية، لافتا إلى أن سفر الكثير منهم للخارج يكون لزيادة دخله، وهذا ليس عيبا، كما أنه يأخذ خبرات جديدة، وهذه شهادة تحسب لحق الطبيب المصري، المعروف بالكفاءة، رغم أن سفر الكثير منهم سبب فى هذه المشكلة.