لسنوات طويلة كانت السياحة هى قاطرة الاقتصاد المصري، بما تدره من رصيد كبير من العملات الأجنبية، وماتوفره من فرص عمل فى مهن متعددة، حيث ينتمى لها ما يزيد على 16 مليون عامل سواء عمالة مباشرة أو غير مباشرة، وترتبط بنحو 72 صناعة، وأسرع قطاع قادر على توفير العملة الصعبة دون أعباء، وقد وضحت أهمية هذا القطاع الحيوى عندما انخفض عدد السياح القادمين إلى مصر فى بعض فترات عدم الاستقرار التى بدأت منذ يناير 2011 وتصاعدت خلال فترة حكم جماعة الإخوان الإرهابية. وقد بذلت مصر مجهودات كبيرة منذ انتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسى لتوفير المناخ الملائم لعودة الحركة السياحية لمصر إلى معدلاتها الطبيعية، خاصة بعد عودة الاستقرار وفشل مخططات الإرهاب، وانخراط البلاد فى عمليات تنمية وتعمير ضخمة وارتفاع معدلات النمو بشكل ملحوظ. وجاءت أرقام منظمة السياحة العالمية مبشرة عن الحركة السياحية الوافدة إلى مصر خلال العام الماضي، حيث وصل عدد السائحين إلى 11 مليونا و346 ألفا و389 سائحا، قضوا 121 مليونا و497 ألفا و447 ليلة سياحية، وهو نتاج طبيعى لجهود القيادة السياسية والجولات المكوكية التى يقوم بها الرئيس السيسى ويكون لها دور كبير فى دعم وتنشيط السياحة، وكذلك القرارات التى تم اتخاذها لدعم وتنشيط السياحة مثل انشاء المجلس الأعلى للسياحة وتشكيل لجنة عليا للسياحة العلاجية، وكذلك زيارات رؤساء الدول المختلفة لمصر ونجوم ومشاهير العالم، وبوادر عودة السياحة الروسية، وإقامة العديد من المؤتمرات العالمية بمصر. وتوضح الأرقام المبشرة لمنظمة السياحة العالمية أن مصر نجحت فى تنويع مصادر السياح وجذبهم من مناطق مختلفة، وجاء السوق الأوروبى فى الصدارة بعدد 6 ملايين و947 ألفا و655 سائحا زاروا مصر، يليه السوق العربى بعدد 3 ملايين و38 ألفا و389 سائحا، ثم السوق الآسيوى ب669 ألفا و429 سائحا، ثم الأمريكيتان ب456 ألفا و311 سائحا، ثم السوق الإفريقى ب165 ألفا و658 سائحا، وهو ترتيب يؤكد أن مصر مازالت مقصدا سياحيا مهما لدى معظم شعوب العالم. وسوف تتزايد هذه الأرقام المبشرة مع استمرار وزارة السياحة فى تنفيذ خطتها لفتح أسواق جديدة، وفق برنامج إصلاح السياحة المصرية الذى تقدمت به للبرلمان، والاهتمام الذى توليه الوزارة لتحقيق أعلى متعة للسائح، بحيث لا تقتصر السياحة على زيارة المعالم والأماكن، وإنما التفاعل مع الناس فى ربوع مصر. إن قطاع السياحة بإمكانه تنمية المجتمع، وخلق وظائف جديدة، والقضاء على الفقر، وقد قطعنا شوطا كبيرا على الطريق وجاءت الأرقام مبشرة بالخير، وسوف ترتفع معدلات الحركة أكثر خلال العام الحالى بإذن الله. لمزيد من مقالات ◀ رأى الأهرام