15مليون طفل مبتسر «قبل 37 أسبوعا من الحمل» يولد سنوياً فى مختلف دول العالم ويموت منهم مليون طفل سنوياً نتيجة مضاعفات الولادة. بينما يتعرض العديد من الأطفال الناجين لخطر الإصابة بالعجز، بما فى ذلك صعوبات التعلم ومشكلات الإبصار والسمع. تلك هى أهم بيانات منظمة الصحة العالمية وهو ما دفعها للمطالبة بعدم الإقبال على إجراء الولادة القيصرية قبل مرور 39 أسبوعا من الحمل إلا إذا أوصى الطبيب بذلك وفقا لحالة الأم والجنين. ويؤكد د.هشام عوض أستاذ طب الأطفال حديثى الولادة ورئيس قسم الأطفال بجامعة عين شمس، ضرورة تفادى اللجوء إلى الولادة القيصرية، حيث ان الطفل المبتسر «ناقص العمر الرحمي» يكون معرضا للإصابة بالكثير من الأمراض. مشدداً على ضرورة حماية الجهاز العصبى المركزى للأطفال حديثى الولادة وبخاصة ناقصو العمر الرحمي، وتوفير مكان آمن ومجهز بجميع الإمكانيات لإفاقة الطفل فورا بعد الولادة، أو إدخاله «الحضانات» لرعايته ومتابعته بواسطة الطبيب المتخصص. وأشار د.عاطف دنيا رئيس قسم طب الأطفال بطب الأزهر إلى ضرورة الكشف المبكر والمتابعة الدقيقة لحالات ارتفاع نسبة الصفراء فى حديثى الولادة، من أجل تفادى مضاعفاتها التى قد تؤثر على نمو المخ وحاستى السمع والبصر، موضحاً أن نحو 90% من حديثى الولادة ناقصى النمو يتعرضون للإصابة بالصفراء، بينما تقل النسبة إلى 35% فى الرضع مكتملى النمو. وعلى الرغم من أن هذا الارتفاع فى الصفراء يكون لأسباب فسيولوجية «طبيعية» فى كثير من الحالات، وتختفى خلال فترة الأسبوع أو الأسبوعين لمكتمل أو ناقص النمو على الترتيب. إلا أن هناك نسبة مرضية لا يستطيع تمييزها إلا الطبيب الإخصائى ولذا نوصى باستشارة طبيب الأطفال المختص لقياس نسبة الصفراء بالدم لتحديد نوعيتها. منتقداً عددا من الأخطاء الشائعة بين الوالدين مثل تعريض الطفل للشمس والضوء النيون فى البيت أو إعطائه بعض الأدوية من تلقاء أنفسهم وهو ما يمكن أن يؤدى إلى تعريض الرضيع لمشكلات صحية. كما طالب بإتباع الأسلوب العلمى لمكافحة العدوى والتشخيص والعلاج المبكر للأمراض التى تصيب حديثى الولادة وبخاصة تسمم الدم والذى قد يؤدى إلى هبوط فى الدورة الدموية والقلب والتهابات بالمخ، وفى الحالات الشديدة الوفاة. وعن دور الحضانات وأهميتها فى علاج المواليد ناقصى النمو أوضح د.أحمد البليدى أستاذ طب الأطفال جامعة القاهرة، أنه لابد من وجود الثقة بين الطبيب وأهل المريض، على أن يشرح الطبيب الحالة المرضية وإمكانية حدوث مضاعفات حتى يكون أهل المريض على دراية كاملة بحالة طفلهم، خاصة إذا كان من ناقصى العمر الرحمى أو ناقصى الوزن حيث تزداد بينهم معدل المضاعفات. وتحدثت د.عفاف قراعة أستاذ ورئيس قسم طب الأطفال بطب بنات الأزهر، عن أهمية الرضاعة الطبيعية وكيفية تدريب الرضيع على الرضاعة الطبيعية خاصة إذ كان ممن مكثوا فترة طويلة فى الحضانات بعيدا عن أمهاتهم نتيجة لحاجتهم للتنفس الصناعي.