وضع الرئيس عبد الفتاح السيسى فى خطابه أمام قمة الاتحاد الإفريقى خريطة طريق شاملة ومتكاملة لنهضة إفريقيا على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية لتتبوأ القارة مكانتها اللائقة بها على الخريطة الاقتصادية العالمية، وأن تتحول القارة من منطقة لتصدير المشكلات مثل الهجرة غير الشرعية وكمكان تستهدفه الجماعات والتنظيمات الإرهابية كحاضنة جديدة لها بعد هزيمتها فى سوريا والعراق، ومن مجرد مصدر للمواد الخام وسوق لتصريف منتجات وسلع الدول الكبري، إلى منطقة مزدهرة اقتصاديا ومستقرة سياسيا وأمنيا وتقوم علاقاتها مع مناطق العالم الأخرى خاصة المتقدمة على الشراكة التنموية التى تحقق مصالح جميع الأطراف. وتنطلق الرؤية المصرية من أن إفريقيا تمتلك موارد طبيعية وبشرية هائلة، وأن قاطرة التنمية فيها هم الشباب، ولذلك تضمنت خريطة الطريق التى طرحها الرئيس السيسى رؤية متكاملة تتمد على توظيف موارد القارة الهائلة الطبيعية والبشرية، وتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة من خلال مشروعات عملاقة مثل إنشاء منطقة التجارة الحرة القارية، وتسهيل انتقال وانسياب السلع والأفراد بين دول القارة، وتعزيز التكامل الإقليمى وتوظيف التكنولوجيا الحديثة ودعم الاقتصاد الرقمي. ويتزامن مع ذلك تحقيق بيئة الاستقرار السياسى والأمنى من خلال حل وتسوية الصراعات والحروب فى بعض دول القارة، ومواجهة خطر الإرهاب ووقف الهجرة غير المشروعة من خلال معالجة بيئة الفقر التى تدفع الشباب الإفريقى للهجرة أو الانضمام لبعض التنظيمات الإرهابية المتطرفة. ستعمل مصر خلال قيادتها للقارة الإفريقية خلال عام 2019 على وضع خريطة طريق شاملة لنهضة إفريقيا موضع التنفيذ على أرض الواقع ، خاصة أنها تمتلك خبرة كبيرة فى سرعة ودقة إنجاز المشروعات، وكذلك إعادة صياغة المعادلة الدولية مع إفريقيا لتتحول من التبعية والفجوة الكبيرة اقتصاديا وتنمويا، إلى شراكة تنموية حقيقية، والعمل على حشد الدعم الدولى لمساعدة دول القارة على تحقيق التنمية الشاملة وتوطين التكنولوجيا، وهو ما يضع إفريقيا فى مرحلة جديدة من الازدهار والنهضة والمستقبل المشرق، ولذلك تنطلق خريطة الطريق التى قدمها الرئيس السيسى من فلسفة زرع الأمل فى مستقبل أفضل لإفريقيا وأن نهضة القارة لن تتحقق إلا بأيدى سواعد أبنائها خاصة من الشباب والمرأة. لمزيد من مقالات رأي