المصرية للاتصالات تحقق 5.2 مليار جنيه صافي ربح بالربع الأول من 2025    عاجل- مدبولي يفتتح توسعات مصنع "هيات إيجيبت" بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس    البترول: 3 اكتشافات جديدة للزيت والغاز بالصحراء الغربية وخليج السويس    توريد 282 ألف طن من القمح لشون وصوامع المنيا    إيلون ماسك يحضر مباحثات ترامب وولي العهد السعودي في قصر اليمامة    حصيلة ضحايا الحرب على غزة تتجاوز 52 ألفا و900 شهيد    انطلاق اجتماع المجلس الاقتصادى والاجتماعى على المستوى الوزارى تحضيرا للقمة العربية التنموية    لاعب شباب غانا: لم يحالفنا الحظ أمام مصر    وكيل تعليم الغربية يشدد على الرصد في الشيت الورقي والإلكتروني يوميا    «الداخلية»: ضبط قائد سيارة ربع نقل بعد ظهوره في فيديو يسير برعونة معرضًا حياته للخطر    سوداني ينهي حياة إريتري ذبحًا في الطالبية    شاهد الاستعدادات النهائية لحفل افتتاح مهرجان كان السينمائي الدورة ال 78 (صور)    عاجل- نجاح فريق طبي مصري في إنقاذ سائحين من روسيا والسعودية بعمليات قلب دقيقة بمستشفى العجوزة    جدول مواعيد امتحانات الترم الثاني 2025 في محافظة أسيوط جميع الصفوف    عاجل- وكالات أنباء "ممنوعة" من مرافقة ترامب بجولة الشرق الأوسط    ماسك ووزيرى التجارة والخزانة الأمريكيين يشاركون بمنتدى استثمار بالسعودية    الاتحاد الأوروبي: لن نستأنف واردات الطاقة من روسيا حتى لو تحقق السلام في أوكرانيا    وزير الخارجية يبحث مع نظيره التركى التطورات الكارثية الإنسانية بغزة    غدا آخر موعد للتقديم.. وظائف شاغرة في جامعة أسيوط    المصرى لا يعرف الهزيمة فى 5 مواجهات أمام فاركو قبل صدام اليوم    رئيس الاتحاد البرازيلي: تلقيت تعليقات من اللاعبين بشأن أنشيلوتي    المانجو ب 50 جنيهًا.. أسعار الخضروات والفاكهة اليوم الثلاثاء 13 مايو 2025    المشاط: نتطلع إلى إتاحة المزيد من الأدوات التمويلية للقطاع الخاص المحلي والأجنبي في مصر    فاروق يبحث مع معهد سيام باري تعزيز التعاون في مجال البحث العلمي الزراعي    مصرع شخصين وإصابة 6 آخرين في انقلاب سيارة جنوب البحر الأحمر    مقتل 3 عناصر جنائية وضبط آخرين فى مواجهات أمنية    بزعم قدرته على العلاج الروحاني.. «الداخلية»: ضبط متهم لقيامه بالنصب على المواطنين في الإسكندرية    الأكاديمية الطبية العسكرية تفتح باب التسجيل ببرامج الدراسات العليا.. اعرف الشروط والتخصصات    شريف ليلة.. أبرز مشاركات الفنان الراحل السينمائية والدرامية    مصر تسترد 25 قطعة أثرية من الولايات المتحدة الأمريكية    بعد إقرار قانون الفتوى.. دار الإفتاء تطلق برنامجًا تدريبيًا للصحفيين لتعزيز التغطية المهنية للقضايا الدينية والإفتائية    "الأعلى للآثار": عازمون على استعادة أى آثار خرجت بطريقة غير مشروعة    قريبًا.. كريم محمود عبد العزيز يروج لمسلسله الجديد "مملكة الحرير"    وزير التعليم يتفقد مدارس الحوامدية: تقديم كافة سبل الدعم للمعلمين والطلاب    صحة المنوفية تتابع سير العمل بمستشفى بركة السبع المركزي    وزير الري يتابع موقف الأنشطة التدريبية الإقليمية بالمركز الإفريقي للمياه والتكيف المناخي (PACWA)    تشكيل الأهلي المتوقع لمواجهة سيراميكا في الدوري    داعية إسلامي: احموا أولادكم من التحرش بالأخذ بالأسباب والطمأنينة في التوكل على الله    هل يحق للزوجة طلب زوجها "الناشز" في بيت الطاعة؟.. محامية توضح الحالات والشروط    مدير عمل بني سويف يسلم عقود توظيف لشباب في مجال الزراعة بالأردن    ارتفاع أسعار الحديد والأسمنت اليوم الثلاثاء بالأسواق (موقع رسمي)    صبحي خليل يكشف أسباب تألقه في أدوار الشر وممثله المفضل ورسالة محمد رمضان له    إرشادات دقيقة لأداء مناسك الحج والعمرة كما فعلها الرسول صلى الله عليه وسلم    وزارة الصحة تحذر: تغيرات في سلوك الطفل قد تشير إلى اضطرابات نفسية    حكم تسوية الصف في الصلاة للجالس على الكرسي.. دار الإفتاء توضح    عيد ظهور العذراء مريم في فاتيما.. ذكرى روحية خالدة    كان يتلقى علاجه.. استشهاد الصحفي حسن إصليح في قصف الاحتلال لمستشفى ناصر ب خان يونس    بيان هام من محامية بوسي شلبي بشأن اتهامات خوض الأعراض: إنذار قانوني    حبس عصابة «حمادة وتوتو» بالسيدة زينب    غيابات مؤثرة بصفوف الأهلي أمام سيراميكا كليوباترا في الدوري المصري    مستشفى سوهاج العام يوفر أحدث المناظير لعلاج حصوات المسالك البولية للأطفال    الأهلي يحصل على توقيع موهبة جديدة 5 سنوات.. إعلامي يكشف التفاصيل    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 13-5-2025 في محافظة قنا    اليوم| محاكمة 73 متهمًا في قضية خلية اللجان النوعية بالتجمع    يلا كورة يكشف.. التفاصيل المالية في عقد ريفيرو مع الأهلي    منتخب مصر للباراسيكل يكتسح بطولة إفريقيا لمضمار الدراجات ويحصد 29 ميدالية.    جامعة القاهرة تحتفل بيوم المرأة العالمي في الرياضيات وتطلق شبكة المرأة العربية- (صور)    طفل ينهي حياته داخل منزله بالإسماعيلية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مصر تقود دفة الاتحاد الإفريقى خلال 2019
نشر في الوفد يوم 10 - 02 - 2019

أكد الرئيس عبدالفتاح السسى أن الإرهاب سيظل سرطاناً خبيثاً يسعى للتغلغل فى أجساد الأوطان الإفريقية، ويهاجم مفاصل الدولة الوطنية، ويختطف أحلام الشعوب وأبناءها، مشدداً على أن مكافحة الإرهاب بشكل شامل تتطلب منا تحديد داعميه ومموليه ومواجهتهم سوياً فى إطار جماعى وكاشف.
وقال فى كلمة تاريخية خلال الجلسة الافتتاحية للقمة الثانية والثلاثين للاتحاد الإفريقى: «ومع إدراكنا لصعوبة تلك المعركة وتعقيدها تظل هى الطريق الأمثل لاجتثاث جذور الإرهاب والقضاء عليه، ولا يقلل ذلك من حتمية دحض سموم التطرف التى تفرز الإرهاب، وضرورة تعزيز مؤسسات الدولة الوطنية الحامية والقوية».
وأضاف أن سد الهوة بين إرساء السلام والاستقرار وجنى الشعوب لثمار التنمية يتصدر هموم محافل السلم والأمن الدولية ويشغل بال القيادات السياسية ويستثير ألمع العقول الدبلوماسية والأمنية والاستراتيجية.
وأعلن «السيسى» إطلاق النسخة الأولى من منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة خلال عام 2019 ليكون منصة إقليمية وقارية يجتمع بها قادة السياسة والفكر والرأى وصناع السلام وشركاء التنمية فى مدينة أسوان جوهرة النيل لنبحث معاً آفاق الربط بين السلام والتنمية بشكل مُستدام بما يصنع فارقاً ملموساً فى حياة الشعوب ويبث الأمل فى نفوسهم.
وقال «السيسى» فى نص كلمته: «اسمحوا لى بأن أستهل كلمتى بالإعراب عن الامتنان والتقدير لأخى رئيس الوزراء، أبى أحمد، وشعب إثيوبيا الشقيق على ما لمسناه من كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال، كما أتقدم بالشكر لأخى فخامة الرئيس بول كاجامى على ما بذله من جهود صادقة لدفع العمل الإفريقى المشترك وعلى جهده الدؤوب خلال توليه رئاسة الاتحاد الإفريقى، وما تحقق بالتبعية من تقدم ملحوظ على صعيد إصلاح الاتحاد الإفريقى بما يجعله أكثر قدرة على إنجاز المسئوليات المهمة الموكلة إليه فى ظل أوضاع إقليمية ودولية دقيقة تتشابك فيها التحديات والمخاطر التى تجابه المصالح الإفريقية».
وأكد «السيسى» أن مصر ستعمل جاهدة على مواصلة الطريق الذى بدأناه سوياً للإصلاح المؤسسى والهيكلى والمالى للاتحاد واستكمال ما تحقق من إنجازات ترسيخاً لملكية الدول الأعضاء لمنظمتهم القارية وسعياً نحو تطوير أدوات وقدرات الاتحاد ومفوضيته لتلبية تطلعات وآمال الشعوب الإفريقية.
أعرب الرئيس عن خالص التهانى للرئيس سيريل رامافوزا، رئيس جمهورية جنوب إفريقيا، بمناسبة اختياره لتولى رئاسة الاتحاد الإفريقى عام 2020، وكلى إيمان بأن تعاوننا كترويكا رئاسة الاتحاد سيدعم الاستمرارية والمؤسسية فى إطار العمل الإفريقى المشترك، ويعزز من تضامننا الإفريقى.
وتابع: «ويسعدنى كذلك أن أرحب بالقادة الأفارقة الذين يترأسون وفود بلادهم للمرة الأولى باجتماعات قمة الاتحاد الإفريقى، مهنئاً إياهم بثقة شعوبهم، ومتمنياً لهم خالص التوفيق والسداد فى مهامهم، ومُتطلعاً للتعاون معهم لتعزيز العمل الإفريقى المشترك».
كما توجه «السيسى» بالشكر لأصحاب الجلالة والفخامة والمعالى على الشرف الرفيع والثقة الغالية التى أوليتموها إلى مصر لقيادة دفة الاتحاد الإفريقى خلال عام 2019 الذى يمثل قمة العمل الإفريقى المشترك، والذى تجلى فى أبهى صوره فى ثورات التحرر الوطنى فى إفريقيا منذ خمسينيات القرن الماضى، حين عكفت مصر على تصدر الكفاح السياسى ضد الاستعمار كمحور مهم فى سياستها الخارجية آنذاك، وكانت القاهرة وجهة أساسية لكل الحركات الإفريقية الساعية للاستقلال والتحرر الوطنى من الاستعمار.
واستطرد الرئيس بالقول: «وها أنا أقف أمامكم، واعياً لحجم المسئولية الكبيرة التى عهدتم بها إلى مصر لتنسيق العمل الإفريقى المشترك فى ظرف دولى وقارى دقيق تعصف به نزعات التطرف وموجات الإرهاب وتتزايد فيه التحديات التى تواجه مفهوم الدولة الوطنية، فى وقت تتعاظم فيه تطلعات الشعوب».
وتابع: «وليس هناك ما يبعث على التفاؤل مثل اجتماعنا معاً للتدبر والتداول فى شئون قارتنا المجيدة وتنسيق خطانا على طريق المسيرة الواحدة من أجل إسعاد مئات الملايين من أبنائنا وأحفادنا وهو الهدف الذى نكرس له كل عملنا وجهدنا».
وأشار «السيسى» إلى أنه مضى أكثر من نصف قرن على اجتماع الآباء المؤسسين الذين أرسوا معاً لبنة الوحدة الإفريقية هنا بأديس أبابا فى مايو 1963، يومها قال الزعيم الراحل جمال عبدالناصر «ليكن ميثاقاً لكل إفريقيا، ولتعقد اجتماعات على كل المستويات الرسمية والشعبية ولنبدأ طريقنا فى التعاون الاقتصادى نحو سوق إفريقية مشتركة»، كلمات مضى عليها أكثر من نصف قرن ولكن ما يزال صداها ماثلاً أمامنا.
وأضاف الرئيس انه منذ تلك اللحظة التاريخية وحتى الآن استطاعت إفريقيا أن تقطع شوطاً طويلاً، واستطعنا تحقيق الكثير من الأحلام، وتغلبنا على العديد من العقبات وواجهنا ما استجد من تحديات، تخلصنا من الاستعمار وإن بقيت آثاره ورواسبه، وما زلنا نعمل جاهدين على ترسيخ مقومات السلام والأمن والاستقرار، وعلى
تحقيق التكامل الاقتصادى والاندماج القارى لدولنا وشعوبنا، سعياً نحو بناء الإنسان الإفريقى، كما ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن الفهم المشترك والاحترام المتبادل بيننا جميعاً هو أعظم قوة دافعة نمنحها للاتحاد الإفريقى، وأنه بتعميق إرادتنا المتحدة يستطيع عملنا المشترك أن ينطلق نحو كل الآفاق التى نستهدفها ونتطلع إليها، وكما قال الزعيم الغانى الراحل كوامى نكروما «فى انقسامنا ضعف، وفى اتحادنا يمكن لإفريقيا أن تصبح واحدة من أعظم القوى فى العالم».
كما أكد «السيسى» أهمية ترسيخ مبدأ «الحلول الإفريقية للمشاكل الإفريقية»، فهو السبيل الوحيد للتعامل مع التحديات المشتركة التى تواجهنا، فإفريقيا أكثر قدرة على فهم تعقيدات مشاكلها وخصوصية أوضاعها ومن ثم أقدر على إيجاد حلول ومعالجات جادة وواقعية تحقق مصالح شعوبها وتصونها من التدخل الخارجى والسقوط فى براثن الأنماط المبتكرة والمعاصرة من الاستغلال، تلك الأنماط المعاصرة التى لا تلائم واقعها، وبالرغم من جهودنا الحثيثة للسيطرة على النزاعات بالقارة ومحاصرتها، وخطتنا الطموحة لإسكات البنادق فى كل أرجاء القارة بحلول عام 2020، فلا يخفى عليكم أن الطريق أمامنا لا يزال طويلاً لإنهاء الاقتتال فى إفريقيا، وعلينا أن نستمر فى السعى معاً لطى تلك الصفحة الأليمة من تاريخ النزاعات فى إفريقيا، التى نالت من آمال التنمية بالقارة.
وأردف الرئيس: «كما يتعين علينا أن نؤمن بضرورة التحصن بدرع التنمية لمعالجة جذور الأزمات، ومن هنا أدعوكم أشقائى قادة إفريقيا للعمل معاً على إعادة إحياء وتفعيل سياسة قارتنا الإطارية لإعادة الإعمار والتنمية فى مرحلة ما بعد النزاعات، ولوضع خطط عمل تنفيذية تحصن الدول الخارجة من النزاعات ضد أخطار الانتكاس، وتساعد على بناء قدرات مؤسسات الدولة لتضطلع بمهامها فى حماية أوطانها، وتساهم فى التئام جروح مجتمعاتنا، ونتطلع لإطلاق أنشطة مركز الاتحاد الإفريقى لإعادة الإعمار والتنمية فى مرحلة ما بعد النزاعات، والذى تستضيفه القاهرة فى أقرب وقت ممكن ليكون بمثابة منصة تنسيق جامعة وعقل مفكر يعكف على إعداد برامج مخصصة للدول الخارجة من النزاعات تراعى خصوصية الدولة وتحمى حقها فى ملكية مسار إعادة الإعمار والتنمية".
وشدد «السيسى» على أهمية استمرار العمل على تطوير وتعزيز بنية السلم والأمن الإفريقية بشكل شامل ومستدام كهدف استراتيجى لقارتنا وستظل الوساطة والدبلوماسية الوقائية على قمة أولويات الاتحاد الإفريقى، كما سنعكف على تعزيز التنسيق والمواءمة بين آليات السلم والأمن القارية والإقليمية لتتكامل دون تقاطع بما يعزز الاستجابة المبكرة والفعالة لمختلف الأزمات.
واستطر «السيسى» بالقول: «تعقد قمة الاتحاد الإفريقى اليوم، تحت عنوان «المهاجرون والعائدون والنازحون، نحو حلول دائمة للنزوح القسرى فى إفريقيا»، وهنا أود أن أؤكد أننا بصدد عرض لأمراض متعددة فانتشار النزاعات، ووحشية الإرهاب، وهمجية التطرف، وتغير المناخ وقسوة الفقر وشح المياه وتفشى الجفاف، كلها عوامل تتضافر وتتداخل لتدفع البشر لفراق ديارهم، لاسيما أن أثار تلك الأزمات تنعكس على إفريقيا بالمقام الأول، حيث تصل أعداد اللاجئين إلى نحو 8 ملايين لاجئ 90% منهم لاجئون داخل القارة، كما تصل أعداد النازحين إلى نحو 18 مليون نازح، وهو ما يحثنا على تبنى مقاربة تنموية تشمل مشروعات قارية وإقليمية ضخمة لتوفير أكبر قدر من فرص العمل لمواطنى القارة واعتماد برامج إعادة إعمار مستنيرة تعيد تأهيل المجتمعات وتهيئ الظروف لعودة النازحين لديارهم، فضلاً عن إرساء خطة تطوير متوسطة الأمد تخلق مناطق اقتصادية متكاملة وجاذبة فى أنحاء القارة لتوظيف الأيدى العاملة والعقول الإفريقية وإبقائها فى أحضان قارتها الأم.
وتابع الرئيس: «كما ينبغى فى ذات السياق تكثيف تعاوننا العلمى للاستفادة من قدرات القارة الطبيعية فى تنويع مصادر الطاقة من خلال دعم مشاريع الطاقة المتجددة والنظيفة، بما يسهم فى تخفيف الآثار البيئية لظاهرة تغير المناخ التى نشهدها وتتأثر بها حياة شعوبنا، وإذ تلتزم إفريقيا بالعمل على حماية كوكبنا وفقاً لاتفاق باريس للمناخ، فإنها تدعو دول العالم المتقدم إلى الالتزام بتعهداتها، لا سيما
أن هذه الدول هى الأكثر تأثيراً على مناخ الأرض والأكثر استفادة من مواردها».
وأكد «السيسى» أن إفريقيا استطاعت تحقيق العديد من المكاسب من خلال تبنيها مواقف مشتركة وموحدة بالمناقشات والمفاوضات الدولية متعددة الأطراف، الأمر الذى يحثنا على ترسيخ التوافق الإفريقى للدفاع عن المصالح الإفريقية، خاصة فيما يتعلق بحق الدولة الأصيل فى امتلاكها لبرامج التنمية، وحق إفريقيا التاريخى فى تمثيل عادل بمجلس الأمن الدولى بما يعكس الموقف الإفريقى الموحد وفقاً لتوافق إيزولوينى وإعلان سرت.
وأضاف «السيسى» انه يوماً تلو آخر تستعيد المرأة الإفريقية العظيمة دورها المحورى فى المساهمة فى قيادة قارتنا، وإليها أوجه تحية تقدير وإعزاز، لما تحملته وما زالت من التصدى لويلات الحروب بالصبر، والتغلب على ندرة الموارد بالجهد، إليكن سيدات إفريقيا أقول إن أمامكن الأفق مضيئاً إلى منتهاه، لا يوجد ما يمنعكن من تحقيق آمالكن وترسيخ قيادتكن، فقط عليكن مواصلة الجهد والعمل والتسلح بالعلم والإرادة، وعلينا نحن أن نفتح جميع الأبواب أمام تحقيق آمال وأحلام المرأة الإفريقية.
ووجه «السيسى» رسالة لشباب إفريقيا بقوله: «وإلى شباب إفريقيا، قلب القارة النابض وسواعدها الفتية أقول، إننا نبذل الجهود، ونعد الخطط، آملين أن نترك لكم قارة أقوى ما ورثناها، وأن نفتح لكم أفاقاً أرحب مما وجدنا، وأن نخلق لكم أدواتاً تمكنكم من قيادة دفة إفريقيا الآمنة القوية، وكونوا على ثقة بأننا نؤمن دائماً بكم وبأحلامكم، ويبقى عليكم العمل الجاد، فقارتكم تحتاج سواعدكم وكفاحكم، فازرعوا بأراضيكم أغصان غد مشرق قبل أن تندفعوا فى مغامرات للهجرة أقرب للانتحار، وتريثوا قبل الانسياق وراء افتراءات تطرف تسقطكم فى براثن الإرهاب».
وتابع: «وإلى شركاء إفريقيا بدول العالم أقول إن الشراكة مع إفريقيا فرصة حقيقية لتحقيق المصالح المشتركة، واستثمار رابح اقتصادياً وتنموياً، إن إفريقيا وهى تحرص على تعزيز تكاملها تبقى منفتحة على العالم، وسنسعى لتعميق التعاون مع شركاء القارة الحاليين لاعتماد خطط تنفيذية قابلة للتفعيل تعود على شعوب القارة بنتائج ملموسة، كما سنعكف على توسيع آفاق التعاون الإفريقى مع مختلف الشركاء الدوليين مستهدفين بناء القدرات الإفريقية، ونقل المعرفة، وتحديث منظومة التصنيع القارية، وتطوير البنية الأساسية والتكنولوجية، وإرساء قواعد الاقتصاد الرقمى بإفريقيا.
وأردف «السيسى»: «ومن هذا المنبر توجه إفريقيا الدعوة إلى مؤسسات القطاع الخاص العالمية والشركات الدولية متعددة الجنسيات للاستثمار فى قارتنا، فأسواق إفريقيا مفتوحة والظروف الاستثمارية مهيأة وآيادينا ممدودة للتعاون وأراضينا غنية بالفرص والثروات، ولدينا الثروة البشرية، وعزمنا على بناء مستقبل قارتنا فى شتى المجالات لا يلين».
وطالب الرئيس مؤسسات التمويل الدولية والقارية والإقليمية بأن تضطلع بدورها فى تمويل التنمية بإفريقيا، وتوفير الضمانات المالية لبناء قدرات القارة بما يسهم فى تعزيز التجارة وزيادة الاستثمار، وأذكرهم دوماً بأن لكل قارة خصائصها، ولكل دولة خصوصيتها. وقد آن الأوان لكى تُفكر تلك المؤسسات بشكل مختلف تجاه إفريقيا، وأن تقدم شروطاً ومعايير مرنة تسهم فى تحقيق الدول الإفريقية لأحلامها باللحاق بركب التقدم والتحديث والتنمية المستدامة.
وقال إن نجاحنا فى تحقيق أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية يتوقف إلى حد كبير على قدرتنا على مواجهة هذا التحدى يداً واحدةً، وبالتالى علينا أن نعمل سوياً على تذليل المعوقات التى تواجه تعميق العمل الإفريقى المشترك من خلال التركيز على ثلاثة محاور، أولها تعزيز جهود تحقيق التكامل الإقليمى فى إفريقيا وأفضل سبيل لذلك هو تطوير البنية التحتية الإفريقية، من خلال تعظيم المشروعات العابرة للحدود، وتشجيع الاستثمارات فى هذا المجال، لا سيما فى إطار المشروعات المدرجة ضمن أولويات الاتحاد الإفريقى كمشروع ربط القاهرة برياً بكيب تاون، ومشروع الربط الكهربائى بين الشمال والجنوب، وربط البحر المتوسط ببحيرة فكتوريا.
وثانى هذه المحاور؛ هو دفع الاندماج القارى عبر تسريع وتيرة إنشاء منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، وهو إحدى أهم أولويات الاتحاد الإفريقى بما يساهم فى تخفيض أسعار الكثير من السلع، ويزيد من تنافسية القارة الإفريقية على المستوى العالمى، وبالتالى تحتم علينا الظروف المحيطة تعزيز تعاوننا وتكثيف جهودنا للدفع بدخول الاتفاقية المنشئة للمنطقة إلى حيز النفاذ وتفعيلها فى أقرب وقت ممكن، كما يتعين علينا العمل معاً على استكمال المنظومة التجارية والاستثمارية والاقتصادية الإفريقية بما يُتيح لنا تحقيق نتائج واقعية تلمسها شعوبنا.
ويمثل المحور الثالث والأخير تتويجاً للمحورين السابقين، وهو السعى لتوفير المزيد من فرص العمل للشباب، الأمر الذى يتطلب بشكل رئيسى حشد الاستثمارات الوطنية والدولية وجذب رؤوس الأموال وتوطين التكنولوجيا.
واختتم السيسى كلمته بالقول: "إن أنظار القارة تتطلع إلينا وتترقب قراراتنا وأعمالنا بكل اهتمام، وليس أمامنا بديل سوى قبول التحدى وإثبات أن أبناء هذه الأرض المناضلة قادرون على العطاء المستمر من أجل إيجاد عالم أفضل لشعوبنا الإفريقية، ومن ثم فإن العمل الإفريقى المشترك لم يعد اختياراً أمامنا وإنما أصبح أمراً حتمياً فى ظل ظرف دولى ملىء بالتحديات والصعوبات التى لن تستطيع الدول مواجهاتها فرادى".
وقال: "من هنا تبرز أهمية ترجمة أقوالنا وقراراتنا إلى خطوات عملية محددة، بحيث يتأكد للعالم الخارجى أننا نعنى ما نقول، وأن التضامن الإفريقى كيان فاعل يستطيع أن يحرك المواقف ويفرض نفسه على الأحداث، وليس مجرد شعاراً نظرياً. لقد امتلك أسلافنا حكمة الوحدة، ومنهم نستمد الشجاعة، تلك الشجاعة التى قال عنها الزعيم الراحل نيلسون مانديلا، والذى سميت هذه القاعة تيمناً به، "أنها ليست غياب الخوف، وإنما القدرة على التغلب عليه"، ومن واجبنا أن نجدد العهد على أن نكمل تلك المسيرة بعزم لا يلين، وإلهامٍ لا ينضب فى الاستناد طواعيةً وتحمساً على صخرة التضامن الإفريقى التى ما دامت عززت إيمان شعوب القارة بأن ترابطها هو السبيل الوحيد لصون حقوقها ومصالحها".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.