من حق الرأى العام على الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء أن يطمئنهم، خلال جولاته لمتابعة الإنشاءات الضخمة فى ال14 مدينة جديدة، عن الخطط الموضوعة لحماية من يفكر أن يقطن هذه المدن بأنها سوف توفر لهم الهدوء الذى صار عملة نادرة فى مصر، خاصة بعد أن صارت المدن والقرى القديمة فى عموم البلاد تضج بالضوضاء التى فاقت الطاقة على التحمل. ذلك أن المادة الإعلامية عن متابعات الدكتور مدبولى، ومنها آخر زيارة قام بها إلى مدينة العلمين الجديدة قبل يومين، تكاد تكون مقصورة على الجوانب الفنية الخاصة بمدى ما تحقق فى الطرق والمنشآت، بل إنها تدخل فى تفاصيل عن تدقيقه فى تنفيذ أعمال الجسّات وأبحاث التربة تمهيداً لبدء تنفيذ الأساسات العميقة، وهذا كله كلام مهم، ولكن أين ما يطمئن الناس إلى أن ما ينشدونه يجد الاهتمام الكافى؟ الحقيقة الخطيرة التى يجب أن تحتل الأولوية التى تستحقها هى أنه صار فى يد كل فرد ما يمكن أن يشكل به إزعاجاً رهيباً لم يكن متاحاً قبل اختراع الموبايلات والسماعات العملاقة فى أجهزة التسجيل والاستريوهات والراديوهات والتليفزيونات..إلخ، والتى أصبحت مصدر إزعاج رهيب لجيرانه يدمر السكينة التى ينص القانون على توفيرها، كما أن أجهزة الدولة صارت تنظر إلى الشاكين على أنهم مترفون مدللون! أضِف إلى هذا أن هناك قضية صار لا فكاك من مواجهتها دون الخضوع لأى ابتزاز، وهى ميكروفونات المساجد التى فشلت كل المحاولات عبر سنوات فى التوصل إلى حل يخفف من حدّتها، ولم تلتزم الجهات المعنية بأى وعود عن تخفيض الصوت ولا عن توحيد الأذان، بل إنها لا تزال تُردِّد الوعود دون إبداء أى جدية، مما يلزم معه أن يوضع فى الاعتبار أن اختراع الميكروفون لم تعرفه البشرية قبل عام 1887، فكيف للبعض أن يعتبره ركناً أصيلاً فى إقامة الشعائر، برفع الأذان، وإلقاء الخطبة، وإقامة الصلاة، بل وكلمات التأبين فى العزاء..إلخ؟. فهل سيذهب الميكروفون إلى المدن الجديدة لكى يُدَمِّر كل هذا الجمال ويُفسِد هذا الخيال؟! لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب