لم تعد تسلم فتيات و نساء مصر من آفة التحرش الجنسى فى مصر , لا يهم إن كانت الضحية شابة أو كبيرة بالسن.. ولا يهم أن تكون مصرية أو أجنبية ولا فقيرة أو من الطبقة الوسطى أو الثرية. كل هذه الأمور لا تهم. كما لا يهم إن كانت ترتدي الحجاب أو النقاب أو الملابس الغربية. ففى القاهرة، فرص التعرض للتحرش الجنسي واردة، بل وكبيرة، ذلك أن التحرش يحدث في الشوارع وفي حافلات النقل المزدحمة، وأماكن العمل والمدارس ---- و حتى لا نضخم الامور فالتحرش الجنسى موجود فى كل بلاد العالم و حتى اكثرها تحررا و اباحية , فالكبت الجنسى ليس هو الدافع الوحيد لهذا السلوك فهناك دوافع اخرى قد تكون دوافع اجتماعية مثل الحقد الكامن داخل ابناء الطبقات الفقيرة تجاه ابناء الطبقات المتوسطة و الثرية قد تدفع البعض من ضعاف النفوس الى التحرش الحنسى كنوع من التنفيس عن هذا الغضب الذى تسببت فيه الفوارق الطبقية الغير منطقية فى مجتمعنا . الملفت للنظر فى الفترة الاخيرة هو الشكل الذى اتخده التحرش الجنسى فى مصر حيث اصبح سلوكا جماعيا يمارس بشكل علنى تحديدا فى الاعياد و المناسبات الاجتماعية لدرجة ان سلطت صحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية الضوء على ما أسمته بانتشار وباء التحرش الجنسى فى مصر مشيرة إلى خروج دوريات شعبية من المتطوعين لحماية المصريات فى حملة ضد "وباء" التحرش الجنسي. وأضافت الصحيفة أن مجموعات من الشباب يرتدون سترات صفراء انتشروا في محطات المترو للحيلولة دون ركوب الرجال في العربات المخصصة للنساء. وأشارت إلى مساعي هؤلاء الشباب التى تمثل نوعا من الشرطة العلمانية الليبرالية للحفاظ على الاخلاقيات العامة، كما جاءت ردا على "التحرش اللفظي والجسدي الصارخ والمتزايد ضد النساء في الأماكن العامة في مصر مما يؤدي إلى إبعادهن عن المشاركة في الحياة العامة", و يعتبر غياب الامن من اهم الاسباب الدى تشجع على تفشى هذا السلوك , و الامن يعتبر غائبا ليس فقط بعد ثورة يناير و لكن قبل الثورة ايضا حيث كان الامن مشغولا بحماية النظام السابق تاركا الشارع لقوانين الغاب اما بعد ثورة يناير فقد انكسر الامن و اصبح غير قادر على التصدى لمثل هذة الممارسات الشاذة . و بتحليل بسيط لتفشى هذا السلوك سنجد الاتى : - ان عمر هذة الظاهرة فى مصر لا يتعدى العشر سنوات - ان اعمار من يقومون بهذا السلوك تتراوح اعمارهم مابين الرابعة العشر و الثامنة عشر - ان معظم من يقومون بهذا السلوك ينتمون الى العشوائيات التى تحيط بالعاصمة من خلال هذا التحليل المتواضع سنجد اننا امام جرس انذار يحذرنا مما هو اخطر من ظاهرة التحرش الجماعى الا و هى ثورة ابناءالعشوائيات و التى تعتبر نتيجة طبيعية للفارق الطبقى الرهيب الذى اصبح يقسم مصر الى دولتين , دولة يعيش ابنائها بين ملاعب الجولف و دولة يشرب ابنائها من مياه الصرف المزيد من مقالات وسام أبوالعطا