على مصطبة خشبية يجلس محمد محمود(29 عاما) واضعا رجله اليمنى فوق اليسرى حتى يستقيم ظهره ، ممسكا بقطعة من القماش وحوله الخيوط الملونة وقصاصات القماش التى يستخدمها لعمل قطعة فنية من الخيامية. فى الحجرة المجاورة يقف محسن فهيم (43 عاما) لتشكيل الأخشاب بخرطها وعمل قطع مختلفة الأحجام والأشكال ،ثم يقوم بتجميعها وتعشيقها دون مواد لعمل المشربيات والنوافذ وقطع الأثاث. أما الغرفة المقابلة فيجلس تحت نافذتها عم عاطف (60 عاما) ، فنى تطعيم صدف، مرتديا نظارته الطبية وبدقة شديدة يثبت قطعا متناهية الصغر من الصدف أوالفضة أو النحاس أو الخشب الأحمر فى مكان يتم حفره على الأسطح الخشبية. ومن بعيد، تتعالى أصوات الطرق آتية من داخل الغرف حيث يلتف مجموعة من الحرفيين المتميزين حول قطعة دائرية من النحاس المطلى بالفضة، فهنا أعمال النحاس من طرق ونقش وأركيت وتكفيت وتلميع وهناك أيضا قسم للحلى وآخر للزجاج المعشق. كل هذه المشاهد هى جزء من واقع الحياة اليومية فى «مركز الحرف التقليدية بالفسطاط» التابع لصندوق التنمية الثقافية. وكل من يرغب فى تعلم أى من هذه الحرف يمكنه الاشتراك فى المنحة المجانية لتعليم الطلاب فنون الحرف، إما فى إطار ورش عمل تدريبية وإما دبلومة للدراسة لمدة عامين ،والتى ينظمها المركز بالتعاون مع مدرسة «الأمير تشارلز البريطانية للحرف التراثية». ويضم المركز منفذا للبيع لمساندة الحرفيين فى تسويق منتجاتهم.