ليس غريبا ولا هو بالأمر العجيب أن تظل ورقة ما يسمى «حقوق الإنسان» بمثابة سيف يراد تسليطه فوق رقابنا بين الحين والحين لدواعى الضغط والابتزاز السياسى من جانب سائر القوى والأطراف الدولية التى مازالت عاجزة عن فهم الشخصية المصرية التى توهموا بعد أحداث السنوات العجاف أن بمقدورهم إجبارها على السير وفق مشيئتهم دون أن تنحرف عن مؤشرات البوصلة التى رسموها أو أن تحيد عنها قيد أنملة. وصحيح أننا نجيد الاستماع ولا نرفض النصح ولا نصم أذاننا عن أى أفكار أو رؤى تنقل إلينا لأن قلوبنا وعقولنا مفتوحة شريطة أن يعلم الجميع أن الاستقرار والأمن هو بالنسبة لنا مسألة حياة لا تخضع للمساومة أو المناورة تحت أى مسمى حتى تظل فى أيدينا أوراق القوة اللازمة لمواجهة المطامع والشهوات وأطماع الهيمنة والنفوذ. إن مفهومنا لحقوق الإنسان أوسع وأشمل من حق التظاهر وحق الاعتصام وفوضى المدونين على شبكات التواصل الاجتماعى، فتلك كلها مظاهر شكلية لورقة حقوق الإنسان بعد أن استوعبنا الدرس جيدا من كوارث السنوات العجاف التى لم تنتج سوى نزعات الكراهية وأطروحات اليأس فى وطن يحتاج إلى طاقات الحب والأمل والتسامح سعيا للبناء والتنمية والاستثمار تحت رايات الأمن وأجواء الاستقرار. إن حقوق الإنسان ليست غائبة عن مصر التى تنطلق فيها برامج الحماية الاجتماعية لغير القادرين وتدور فيها ورش العمل والبناء لتوفير فرص العمل للعاطلين ولا تتوقف ماكينة تشييد المساكن اللائقة للمحتاجين بعد أن علمتنا مصاعب وكوارث السنوات العجاف أن الحرية السياسية لا قيمة لها إذا جاءت على حساب الحرية الاجتماعية وضمانات الشعور بالأمن والأمان لأن ثمن الفوضى وغياب الاستقرار ليس فوق قدرتنا فحسب، وإنما هو ثمن أغلى من أن يدفع للحصول على رضا من يتاجرون فى الورقة المحروقة المسماة ورقة حقوق الإنسان! خير الكلام: جوهر الحرية فى القدرة على الاختيار بين الحلم والكابوس! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله