بعد مرور 8 سنوات على زلزال الفوضى الذى ضرب الأمة العربية، وأحدث دمارا وخرابا لم تعرفه المنطقة فى تاريخها الحديث، علينا أن نسأل أنفسنا سؤالا ضروريا هو: إلى أين نحن سائرون؟ لابد بداية من أن نقول حمدا لله وشكرا على اضطلاع مصر بالدور الرئيسى فى تحمل مسئولية وقف التوابع الزلزالية المدمرة بالخروج الكبير للشعب المصرى فى 30 يونيو 2013، متبنيا رؤى وأفكارا ورايات جديدة تنظر إلى الحرية على أنها حق إبداء الرأى، ولكنها ليست أبدا حق التطاول أو توجيه الاتهامات بغير أدلة دامغة حيث ينبغى الالتزام بخط رفيع يفصل بين الحرية التى تنتصر للحوار الإيجابى والمحمود وبين الفوضى المرذولة التى لم نجن منها فى السنوات العجاف سوى الشقاق والصراع والفتنة والخراب! إن لدى المصريين الآن كامل الوعى وصحيح الإدراك بأن الديمقراطية هى الحوار المهذب وحسن الاستماع للرأى الآخر واحترامه، وليس مجرد مساجلات هزيلة يغلب عليها لغة الصراخ والشتائم وتستخدم فيها مفردات التصغير والتحقير، ولا تعكس سوى ترسيخ بغيض لنزعات التعصب والجمود الفكرى التى تؤدى إلى اتساع مساحة التشكيك وفقدان الثقة بالنفس. ولعل أهم الدروس المستفادة التى استوعبها شعب مصر جيدا أن الاستقرار هو الركيزة الأساسية لأى طموح مشروع نحو غد أفضل وحياة كريمة فى ظل دولة قوية تفرض هيبتها دون تجاوزات، وتفصح عن نياتها وطموحاتها المستقبلية دون إسراف. ومن حسن الحظ أن غالبية المصريين باتوا أكثر إدراكا بأن التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التى تواجهنا تحتاج إلى بنيان وطنى متماسك، لأن الحمل ثقيل ويحتاج إلى قوة التضامن الوطنى بأكثر مما يحتاج إلى قوة الاقتصاد وغزارة الموارد.. وكان الله فى عون الرئيس السيسى وفى عون عموم المصريين لمواصلة السير على الطريق الصحيح! خير الكلام: طوبى لمن اعتبر بمن سبقوه لكيلا يكون عبرة لمن سيخلفونه! [email protected] [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله