4- علينا أن نسأل أنفسنا سؤالا صريحا ومباشرا بعد مرور أكثر من 6 سنوات مما اسميناه ثورات الربيع العربي.. ما الذى كسبته أوطاننا وماذا خسرنا ومن يدفع ثمن هذه الفاتورة الباهظة من الانهيار والدمار وعدم الاستقرار الذى بات عنوانا محزنا لكل الدول العربية التى تعرضت للعواصف المشئومة. إن قوى التحريض فى الخارج سواء كانت دولا أو أجهزة استخبارات التى تتخفى وراء لافتات حقوق الإنسان لم تدفع أى ثمن وإنما رأت فى تحول الأوطان العربية إلى ساحات للصراعات والحروب الأهلية فرصة ملائمة لها لمزيد من السيطرة والتدخل بدعوى أنها تملك القدرة على أن تكون عنصرا فعالا فى استعادة الأمن والاستقرار والحصول على كعكة إعادة البناء والإعمار. ولست هنا فى معرض التشكيك فى دوافع الغضب والاحتجاج التى نمت وقويت جذورها قبل الربيع المشئوم ولكن الخلاف حول حماقة الاندفاع من مشروعية المطالبة بالتغيير إلى التورط فى خطيئة إسقاط الدولة الوطنية وتفكيك أعمدتها الرئيسية مما سمح لثقافة العضلات أن تتغلب على ثقافة العقل والحكمة وأن يصبح الهدم والتدمير عنوانا يغطى على سائر العناوين السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وتعالوا ننظر معا إلى ما جرى ومازال يجرى فى الدول العربية التى ابتليت بكوارث الربيع المزعوم فالكل أصبح عدوا للكل والتنافس أصبح متجها صوب الإقصاء بدلا من التوحد ولم تعد هناك قضية قومية يلتف حولها العالم العربى ويحتشد وإنما بات الاقتتال العربى العربى عنوانا سخيفا ومحزنا وبتنا نسعى لاسترضاء تجار السلاح لكى يحصلوا على معظم عوائد ثرواتنا الوطنية بدلا من أن نوجهها إلى إنتاج ما يكفينا من غذاء وملبس وتوفير الخدمات الضرورية من صحة وتعليم ومساكن لائقة! وهذا هو جوهر رسالة السيسى الأخيرة تحت عنوان «فوبيا إسقاط الدولة»! وغدا نستكمل الحديث خير الكلام: عندما يكون خصومى متفقين معى أشعر بأننى مخطئ!.