كلما طالعت أحوال أمتنا العربية فى السنوات السبع الأخيرة لا أجد على لسانى سوى كلمة واحدة «لعن الله السياسة ولعنة الله على الصراع بحثا عن السلطة». لعن الله السياسة إذا كانت تفرق الشعوب ولا توحدها وتقيم بحورا من الدماء بدلا من أن تقيم جسورا للتواصل والحب بين الناس داخل الوطن الواحد. لعن الله السياسة بالمفهوم البغيض الذى يجعل منها مدخلا لحروب داخلية تعميها عن رؤية أعدائها الحقيقيين داخل وخارج الحدود وتؤدى إلى تحول فى لغة السياسة من كونها خطبا ومقالات ومواقف إلى كمائن وسيارات مفخخة وجرائم اغتيال وحشية بلا أدنى رحمة ولا شفقة! والذى جرى لمعظم أقطار أمتنا العربية لكى تختفى المظاهر المتعارف عليها عالميا لممارسة العمل السياسى ويحل محلها عنف وبلطجة وسيارات مفخخة وأشلاء جثث متناثرة تحت أجواء من الفوضى المصنوعة عمدا لكى تتفرق دماء الضحايا بين كافة الأطياف السياسية والفئات والقبائل والمذاهب والطوائف شيء لا علاقة له بالسياسة أو ادعاءات المطالبة بالحرية واحترام حقوق الإنسان! إن ما شهدته أمتنا على مدى السنوات السبع العجاف الأخيرة لا علاقة له بالسياسة والعمل السياسى فالسياسة يحركها العقل ولا تخضع لنوازع الشيطان الذى يرتكب كل الخطايا والآثام وهو يرتدى أردية المشايخ والقسس والكهنة والأحبار. إن الذين يمارسون القتل والاغتيال والترويع ويتسترون زورا وكذبا باسم الدين انكشفت كل أوراقهم وباتت كل الشعوب العربية على يقين من ضلال أفكارهم وأنهم ليسوا فقط مجرد قتلة أو مجرمين وإنما هم أعداء للحرية وأعداء للحياة وأعداء للإنسانية… وهذا هو المكسب الوحيد الذى كسبته شعوب الأمة من السنوات العجاف بعد أن سقطت ورقة التوت الأخيرة عن عوراتهم السياسية والأخلاقية والإنسانية! خير الكلام: الحقد هو الذى يمد الفاشلين بالطين ليقذفوا به الناجحين! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله