رفض الاتحاد الأوروبي رسمياً أمس طلب بريطانيا إعادة فتح اتفاقية خروج بريطانيا (بريكست) للتفاوض لإزالة بند «شبكة الأمان» في البروتوكول حول إيرلندا الشمالية وبحث بدائل جديدة. وقال ميشال بارنييه كبير المفاوضين الأوروبيين إن دول التكتل «متحدة في رفض إعادة فتح اتفاق الخروج للتفاوض». ويعني رفض الاتحاد الأوروبي إعادة التفاوض حول نص الاتفاقية الملزمة قانونياً، واستعداده للتفاوض فقط حول الإعلان السياسي غير الملزم قانونياً، أنه سيكون أمام رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي مهمة صعبة أمام البرلمان البريطاني خلال الأسبوعين المقبلين إذا ظلت الأمور تراوح مكانها. ومن أجل تقريب وجهات النظر مع حزب المعارضة الأساسي، اجتمعت ماي لأول مرة مع زعيم حزب العمال جيريمي كوربين من أجل بحث سبل التقدم للأمام والتوصل لاتفاقية يدعمها غالبية نواب البرلمان. وقالت مصادر مقربة من كوربين إنه شدد خلال اللقاء مع ماي علي أن أفضل الحلول هو أن تغير رئيسة الوزراء خطوطها الحمراء وتدعم بقاء بريطانيا في اتحاد جمركي مع الاتحاد الأوروبي ما يلغي الحاجة إلي بند «شبكة الأمان» المثيرة للجدل في اتفاقية الخروج. وكان البرلمان البريطاني قد صوت أمس الأول علي تعديل يطلب تغيير اتّفاق بريكست الذي تمّ التوصل إليه في نوفمبر الماضي وتغيير بند «شبكة الأمان» الذي يهدف إلي تجنّب العودة إلي حدود فعليّة بين مقاطعة إيرلندا الشمالية وجمهورية إيرلندا. وقبل التصويت علي التعديل الذي أيّده 317 نائباً بريطانياً مقابل 301 عارضوه، اعتبرت تيريزا ماي أنّ هذا التعديل الذي طرحه النائب المحافظ جراهام برادي سيمنحها «تفويضاً» للتفاوض مجدداً، وهو الأمر الذي لا تزال بروكسل ترفضه قبل شهرين من موعد البريكست. وأكد متحدّث باسم رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك أنّ اتّفاق بريكست الذي تمّ التوصّل إليه بعد مفاوضات بين بريطانيا والاتحاد الأوروبّي «غير قابل لإعادة التفاوض».وقال المتحدّث «نُواصل حضّ الحكومة البريطانيّة علي توضيح نواياها، في أقرب وقتٍ ممكن، بالنسبة إلي الخطوات التالية التي تنوي اتّخاذها». وأشار المتحدث إلي أنه في حالة قدمت بريطانيا «طلبا معقولا» لإرجاء موعد دخول بريكست حيز التنفيذ إلي ما بعد 29 مارس ووافقت الدول الأعضاء علي هذا الطلب بالإجماع، عندها يُمكن تأجيل موعد الاستحقاق. كما أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رفضه إعادة فتح المفاوضات، معتبراً أنّ اتفاق الطّلاق هو «أفضل اتّفاق ممكن، ولا يُمكن إعادة التفاوض» في شأنه. ودعا ماكرون الحكومة البريطانيّة إلي أن «تُحدّد سريعاً» لكبير مفاوضي الاتّحاد الأوروبي»المراحل المقبلة التي تتيح تجنّب خروجٍ من دون اتّفاق، وهو الأمر الذي لا يتمنّاه أحد، ولكن علينا مع ذلك أن نستعدّ له جميعاً». وأعلنت رئاسة الحكومة البريطانيّة أنّ ماي اتّصلت برئيس المفوضية الأوروبّية جان كلود يونكر بعد اجتماع لحكومتها، من دون كشف ما دار خلال هذا الاتّصال، إلا أن مصادر أوروبية قالت إن يونكر قال لماي إنه «ليس هناك طائل من محاولات إعادة فتح نص الاتفاقية للتفاوض».