تحت عنوان «هيا نتزوج من جديد» أقيمت ندوة لإطلاق مبادرة توعوية بمشكلات الطلاق ومسبباته.. ويقول الكاتب مجدى الشربينى عضو اتحاد الكتاب وصاحب فكرة المبادرة إن هدف المبادرة هو هدم الأفكار القديمة السائدة المنافية للإسلام فى المجتمع مثل المغالاة فى متطلبات الزواج وشروطه، مشيرا أن نسب الطلاق الكبيرة تكشف عن وجود أزمة فى تكوين العلاقات الناجحة. واحتياجنا لمبادرة جمع الشمل من جديد لنتجنب وجود جيل تربية الأم فقط دون أى بصمة للأب فى عملية التربية وما لذلك من آثار سلبية على شخصية الأبناء، فيأتى بناء الشخصية متفككا منحلا ومهلهلا. ويقول إن الذين يلجأون إلى الطلاق يعتقدون أنه الحل المناسب لكل المشكلات، لكن الحقيقة هى أن الطلاق هو بداية المشكلات فى ظل وجود الأبناء ومطالبهم واحتياجاتهم.. وقديما كان من الصعب حدوث الطلاق وعيا بآثارة السلبية، وكانت المطلقة ينظر إليها بريبة باعتبارها (سوابق) فى الفشل.. أما حاليا فما أسهل «الحلف» بالطلاق على لسان الرجال والسيدات على السواء، وهو ما يدل على الاستهتار بهذا العقد المقدس. وتقول زينب محمد مدير إدارة الدراسات والبحوث فرع ثقافة المنيا وعضو مبادرة «هيا نتزوج من جديد» أن المرأة الصعيدية ما زالت (تيجى على نفسها) لمصلحة الزواج والمحافظة عليه بخلاف المرأة فى الوجه البحري، ويكشف الطلاق غالبا عن عدم الإعداد للزواج بشكل صحيح، إذ لا يتم الالتحاق بدورات الإرشاد الأسرى للزوجين قبيل الزواج، فيكون الإقبال على الزواج خاليا من الوعى اللازم والأساسى له. فلا يعلم الزوجان بضرورة حسن المعاشرة، وضرورة قبول عيوب الآخر ،واعتماد سياسة المشاركة لا التسلط من أى طرف على الطرف الآخر. أما عن أسباب الطلاق فعلى رأسها الأنانية من أحد أو كلا الطرفين، فالزواج علاقة تبادلية لا يمكن أن يكون فيها المضحى طرفا واحدا.. وأيضا الجدل، المنهى عنه فى القرآن والسنة.. والخيانة، وأخيرا تدخل أهل أحد الطرفين فى الخلافات، وقد وضع الله شروطا خاصة للشخص الذى يتدخل كحكم عند حدوث خلاف بين الزوجين بقوله تعالى (إن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها..) سورة النساء آيه 35. ومن أسباب الطلاق أيضا «الخرس الزوجي» الذى زاد بعد انتشار وسائل التواصل الاجتماعى مما يسبب الانعزال والفتور العاطفي، فكلما قل التواصل قلت الأواصر. أو لجوء أحد الزوجين للإدمان، وتراجع القوامة عن الرجل، وعدم الاتفاق على تحديد المسئوليات قبل الزواج، وتحمل المرأة أعباء زوجها حتى إن بعض الأزواج يجهلون المراحل التعليمية التى يلتحق بها أبناؤهم اعتمادا على متابعة أمهاتهم لهم. وتأتى أيضا الاتهامات المتبادلة بين الزوجين بالتقصير فى طلب الرزق لتكون سببا رئيسيا فى الطلاق. ويقول د. أشرف يوسف الرزيقى أستاذ مقارنة الأديان بجامعة الأزهر، إن أغلب المقبلين على الزواج يكون انشغالهم بالعلاقة العاطفية المؤدية للقاء الحميمي، ولا ينشغلون بالتفكير العميق الواجب على طرفى الزواج.. والزواج خيط رفيع وجب فيه إذا شد طرف أن يرخى الطرف الآخر، والمرأة مدعاة للفخر والمباهاة فى الشريعة الإسلامية، وليست وصمة عار، فقد كان على بن أبى طالب رضى الله عنه يفخر بزواجه من ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.. ويحذر د. أشرف من المقارنة التى تعقدها بعض النساء بين أزواجهن وأزواج صديقاتهن ومعارفهن، وينصح المرأة بأن تجعل بيتها بيتا مقدسا، وأن تحصر مشكلاتها مع زوجها فى بيتها لا يعرفها أحد غيرهما، ويشير إلى أن الطلاق هو العلاج لحالة واحدة فقط هى شك أحد الزوجين فى الطرف الآخر مع وجوب الإمساك بمعروف أو التسريح بإحسان كما تذكر الآيات الكريمة.