فى إطار حشدها الدولى للاعتراف بزعيم المعارضة فى فنزويلا رئيسا مؤقتا للبلاد، دعت واشنطن مجلس الأمن الدولى إلى عقد جلسة طارئة اليوم لمناقشة هذه الأزمة فى الوقت الذى أصدرت فيه الخارجية الأمريكية أمرا أمس يقضى بمغادرة جميع موظفيها «غير الأساسيين» فى البعثات الدبلوماسية التابعة لها داخل فنزويلا، كما أعلن من جانبه الرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو إغلاق سفارة بلاده وكل قنصلياتها فى الولاياتالمتحدة. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية»أ.ف.ب» عن مصادر دبلوماسية أمريكية، أن واشنطن عبرت عن الأمل بعقد اجتماع «علني» فى مجلس الأمن، على الرغم من معارضة روسيا عقد جلسة تتناول موضوعا داخليا فى فنزويلا، ولا يشكل، فى رأيها، تهديدا للسلام والأمن الدوليين. فى الوقت نفسه، ذكر مصدر دبلوماسى أمريكى أن الخارجية الأمريكية لم تحدد بعد عدد الدبلوماسيين الذين سيبقون فى فنزويلا، خاصة من الموظفين الأساسيين. كما طلبت إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أيضا من المواطنين الأمريكيين المقيمين فى فنزويلا أو المسافرين إليها أن «يفكروا جديا» بمغادرة هذا البلد. وتأتى خطوة الخارجية الأمريكية فى هذا الصدد ردا على تصريحات أدلى بها مادورو فى وقت سابق أمام المحكمة العليا فى العاصمة كاراكاس قال فيها: «قررت استدعاء كل الطاقم الدبلوماسى وإغلاق سفارتنا وكل قنصلياتنا فى الولاياتالمتحدة»، كما أمهل موظفى السفارة الأمريكية فى كاراكاس 72 ساعة لمغادرة بلاده. و على الرغم من أن الخارجية الأمريكية اعتبرت فى البداية أن مادورو لا يملك سلطة لقطع العلاقات الدبلوماسية مع واشنطن، فإنها اتخذت هذه الخطوة أمس كإجراء احترازى لحماية دبلوماسييها. وفى الشأن نفسه ، رفض مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكى الحديث أمس عن إمكان استخدام القوة لحماية الدبلوماسيين الأمريكيين فى فنزويلا، لكنه أكد أن حكومة بلاده ستفعل كل ما بوسعها لحمايتهم. وفى محاولة أمريكية جديدة لتضييق الخناق ضده وشل نظامه اقتصاديا، أعلن جون بولتون مستشار الأمن القومى الأمريكى أن واشنطن تركز اهتمامها الآن على قطع الإيرادات المالية عن مادورو وحكومته. وفى محاولة جديدة من قبل المعارضة لحل الأزمة، كشف جوايدو الذى أعلن نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد عن أنه لا يستبعد إصدار عفو عن مادورو. وفى جوابه على سؤال بشأن إمكانية إصدار عفو يشمل الأخير، قال جوايدو فى مقابلة صحفية عبر «سكايب»: «يجب أن ننظر فى ذلك العفو، إنه موظف لكنه للأسف ديكتاتور ومسئول عن ضحايا الأمس فى بلادنا». ومن ناحيته، اقترح نائب الرئيس البرازيلى هاملتون موراو الذى اعترفت بلاده بجوايدو رئيسا لفنزويلا إنشاء «ممر إجلاء» لإخراج مادورو . وفى الوقت الذى أعلن مادورو استعداده للقاء جوايدو، رفض الأخير المشاركة فى «حوار شكلى» مع الرئيس الحالى، ودعا أنصاره لمواصلة نضالهم إلى أن يوافق مادورو على إجراء انتخابات جديدة. كما حث جوايدو الدبلوماسيين الفنزويليين العاملين فى الولاياتالمتحدة على البقاء فى مناصبهم، على الرغم من أمر الرئيس نيكولاس مادورو بالعودة إلى بلادهم اليوم، وقال جوايدو : «بين أيديكم قرار البقاء، والحصول على اعتراف الشعب الفنزويلى والشخص الذى يكتب اليوم إليكم». ومن جانبه، استبعد خورخى أرياسا وزير الخارجية الفنزويلى فرضية سيناريو عسكرى فى أمريكا اللاتينية. وقال فى مقابلة مع وكالة أنباء «سبوتنيك الروسية: «بغض النظر عن مدى رغبة بعض الحكومات فى قيادتنا للصراع والحرب، فإن هذا لن يحدث، لأنه فى أمريكا اللاتينية يوجد لدينا قبل كل شيء روح سلام عميق بين الدول».وأقر الوزير باحتمال وقوع «مصادمات، ومحاولة اجتذاب مرتزقة، وقوات شبه عسكرية» لكن «مصادمات بين الشعوب « مستحيلة».