وسط زحام معرض القاهرة الدولى للكتاب، الكل يبحث عن رفيق يروى عطش الروح والفكر.. من يبحث عن رواية أو ديوان شعر، ليسبح بين الكلمات، وهناك من يبحث بين الكُتب وأنشطة الطفل، عن كل ما هو ممتع لإسعاد أطفاله، وهذا يبحث عن الندوات الفنية والثقافية وحفلات التوقيع.. فَإن كنت تبحث بين هؤلاء ولا تعرف أين تجد ما تُرِيد، فلا تقلق ستجد مُرشدك الخاص بملابسه المميزة داخل معرض الكتاب، فقط كل ما هو عليك البحث عن «أنا متطوع». كالطيور تحلق وسط الزحام فى جميع أرجاء المعرض، تجدها فى كل مكان، تبحث عنك وعن احتياجك قبل ان تبحث عنها، إنها مبادرة «أنا متطوع» التى بها ما يقرب من 580 شابا وفتاة جميعهم متطوعون من طلبة الجامعة والخريجين، لخدمة وإرشاد زائرى المعرض من مختلف الأعمار والجنسيات. بدأت قصة المبادرة بمجموعة من الشباب تحت اسم «بلدنا للعمل التطوعي» عام 2015، كان العمل وقتها تابعا لوزارتى الثقافة والشباب والرياضة، وفِى عام 2017 تطور النشاط التطوعى ليشمل تنظيم قاعات معرض الكتاب، وإرشاد رواده، ولكن كل هذا كان بمبادرات فردية لجهات متفرقة، حتى أصبح الحلم حقيقة العام الماضي، تحت شعار مبادرة «اسألني.. أنا متطوع» تحت إدارة الهيئة العامة للكتاب، بالتعاون مع كلية آداب عين شمس. أما هذا العام فقد كان شباب المبادرة، خير جنود تُزين المعرض، فبعد فرز المتقدمين وإجراء المقابلات الشخصية وتقسيمهم لثلاث مجموعات، انتشر الجميع فى جميع أنحاء المعرض كالطيور المحلقة. وعن التجربة تحدثت بوجه مبتسم دعاء الشربجى، عن كيف غيرت المبادرة من شخصياتها وجعلتها قادرة على مواجهة ضغوط سوق العمل فى المستقبل، وتكوين صداقات متعددة والتعرف على كوادر مختلفة داخل مؤسسات الدولة، وكيف أصبحت العملية التنظيمية والتطوعية هذا العام أمتع وأبسط فى ظل وجود قاعات مقسمة بشكل رقمي. أما أحمد جمال الذى عمل بالمجال التطوعى منذ أكثر من 12 عاما على مستوى دولى ومحلي، ويشارك لأول مرة بالعمل التطوعى بمعرض الكتاب، فيرى أن العمل بالمعرض له طعم مختلف من حيث المكان والحدث وروح العمل التى تجمع المتطوعين، حتى وإن اختلفت تخصصاتهم تحت هدف واحد وهو ارشاد بكل حب وتعاون زائرى المعرض من مختلف الأعمار والجنسيات لكل أنشطته المختلفة.