قالت عائشة حسن البلوشي: إنها اختارت التطوع في فريق عمل معرض الشارقة الدولي للكتاب، انطلاقًا من رغبتها بخدمة بلادها، وردّ جزء من الديّن الذي تحمله نحو الإمارات، مضيفة أنها تطوعت للعمل في المعرض للمرة الأولى هذا العام، ولكنها اكتسبت كمًا كبيرًا من الخبرات في مجال التعامل مع الجمهور من مختلف الجنسيات والأعمار، وهو ما جعلها تتعرف على جوانب من ثقافات الشعوب واهتماماتهم المتباينة بالكتاب وبالنشاطات الثقافية عمومًا، وأكدت أن زوار المعرض كانوا متعاونين جدًا، ولم تواجه مشكلات تذكر في التعامل معهم، رغم العدد الكبير من الزوار الذي كان يتركز بشكل أساسي في الفترة الصباحية في أثناء زيارات المدارس، وكذلك في نهاية الأسبوع. وأشار محمود محمد بدرة أن التطوع عمل إنساني جميل، يزداد تأثيره عندما يكون في المجال الثقافي، حيث يكتسب المتطوع معلومات ومعارف كثيرة وفي مختلف المجالات، خاصة أن معرض الشارقة الدولي للكتاب من أكبر وأنجح المعارض ليس في المنطقة فحسب، وإنما في العالم كله. وقال بدرة: إنه واجه خلال الدورة الثانية والثلاثين من المعرض موقفًا طريفًا، عندما حضر أحد الزوار إليه وطلب منه البحث عن كتاب ينطلق منه في ممارسة القراءة، وأضاف: "سألته عن اسم الكتاب فقال: لا أعرف، فسألته عن اسم المؤلف فقال أيضًا: لا أعرف، وبعد مجهود طويل اكتشفت أنه يريد أن أقترح عليه اسم كتاب يقرأه، فاخترت له كتابًا كان من بين أكثر الكتب بحثًا من قبل الزوار في ذلك اليوم". أما رؤى عصام، ففضلت ترك مقعدها الجامعي في كلية الصيدلة بشكل مؤقت، للتطوع في المعرض، وهي المرة الثانية التي تتطوع فيها في العمل مع معرض الشارقة الدولي للكتاب، حيث كررت تطوعها هذا العام بعد تجربتها المميزة في العام السابق، مضيفة أن المعرض أتاح لها فرصة التعرف على شخصيات ثقافية وإعلامية وفنية رفيعة المستوى، إلى جانب عدد كبير جدًا من الزوار النخبويين، وهو ما أثرى خبراتها، وجعلها أكثر قدرة على العمل تحت الضغط، وأبدت إعجابها بروح الفريق التي تحكم العلاقة بين المتطوعين فيما بينهم، وكذلك في تعاملهم مع إدارة المعرض. بينما أكدت هبة حسين مصطفى، طالبة الإعلام في جامعة الشارقة، أن عملها التطوعي جزء من أهدافها الحياتية، وهي تتطوع للعام الرابع على التوالي في المعرض، وفي كل مرة تكتسب خبرات ومهارات جديدة، خاصة أن التعامل مع الناس ينمّي مهارات التواصل، ويثري الجوانب الاجتماعية في شخصية المتطوع، مشيرة إلى أنها أصبحت تعرف كيفية التعامل مع جنسيات معينة. بطرق محببة إليهم، كما أصبحت أسرع في الرد على استفسارات الجمهور وتوجيههم إلى القاعات المناسبة أو المرافق الخدماتية التي يبحثون عنها، واعتبرت المعرض التجربة العملية الأجمل في حياتها.