انخلع قلب الأم لما افتقدت طفلتها الصغيرة «مريم» ذات الثلاث سنوات، فقلبها يحدثها بأنها لن تراها مرة أخرى، فلم تسمع لأحد ممن حولها وهم يحاولون أن يبثوا الطمأنينة فى قلبها الملتاع لفقد الطفلة لكن الساعات مرت فى ثقل الجبال, فماذا يمكن أن يحدث لقلب أم مر عليه الليل بينما مصير واحد من أبنائها فى طى المجهول؟! أما أم مريم فقد مرت عليها سبع ليال حتى جاءها النذير بالعثور على طفلتها مذبوحة وملقاة داخل جوال عثر عليه فى غرفة مهملة فى بيت جدها لأمها. بات السؤال مفزعا: من فعل هذا بمريم؟! قبل العثور على جثتها وعلى مدى الليالى السبع التى كان فيها اختفاء مريم لغزا غامضا، لم تهدأ جهود ضباط مباحث مركز أبو تيج فى البحث عنها من خلال فريق البحث الذى امر به اللواء جمال عبدالبارى مساعد وزير الداخلية لقطاع الامن حتى أنهم فحصوا كل كاميرات المحلات التجارية فى شارع المدارس بالمدينة، لكنهم لم يعثروا على أثر للطفلة فيما سجلته تلك الكاميرات، حتى بدأت الشكوك فى الدائرة المحيطة بأسرة الطفلة، فعدم ظهور مريم أمام تلك الكاميرات لم يكن غير إشارة إلى أنها لم تخرج من محيط المنزل منذ اختفائها وحتى اكتشاف الجثة. ومع قيام ضباط الامن العام باشراف اللواء علاء سليم مساعد وزير الداخلية لقطاع الامن العام بالتحريات لم تصل إلى ما يبرر ارتكاب مثل هذه الجريمة فلا خصومات ولا خلافات يمكن أن تدفع إلى ارتكاب مثل هذه الجريمة البشعة، غير أن هناك خلافا بين خالها وزوجته أدى إلى الانفصال بينهما رغم وجود خمسة أبناء، لكن الأب أصر على ضم اثنين منهما وترك الثلاثة مع زوجته التى استشاطت غضبا وراحت تكيل الاتهامات لشقيقته - وهى أم الطفلة مريم- بأنها تحرض الزوج على ذلك وأنها السبب فى كل ما حدث!. وهنا بدأت المباحث باشراف اللواء محمود ابو عمرة مدير الادارة العامة للمباحث الجنائية بقطاع الامن العام واللواء اشرف توفيق وكيل الادارة العامة للمباحث الجنائية بقطاع الامن العام تكثف جهودها وتتبعت تحركات زوجة خال مريم قيل وخلال فترة اختفائها، حيث كانت تجاهر بكراهيتها لأم الطفلة وتتوعد بالانتقام منها وأنها ستجعلها تتحسر على ما نسبته إليها بأنها السبب فى حرمانها من طفليها. ولم تستطع زوجة الخال الناقمة أن تنفذ بمفردها ما عزمت على ارتكابه، بعدما زين لها الشيطان قتل مريم، فاستعانت بزوجة شقيقها لتتم الانتقام من شقيقة زوجها. والعجيب أن الأخرى وافقتها على الفور وبالفعل قاما باستدراج الطفلة الصغيرة بعيدا عن بيت أسرتها ولم يكن من الصعب تحقيق ذلك، حيث إن هناك صلات قرابة تجمعهما بأسرة مريم، كما أن عمر الطفلة الصغير لن يهيئ لها مقاومتهما أو الاستغاثة بأحد، لاسيما أن وجه زوجة خالها مألوف لديها بطبيعة الحال. وكان أن قامت زوجة الخال بإحضار ساطور وأخذت الطفلة إلى موضع بعيد وانهالت عليها ضربا حتى فارقت الحياة، بينما المتهمة الأخرى تراقب لها الطريق لكى تكمل تنفيذ جريمتها النكراء. ولم تأخذ الجريمة وقتا طويلا، فما هى إلا لحظات حتى كانت المتهمة الأولى «شيماء» قد وضعت جثة مريم فى جوال وتركته أسفل أريكة داخل غرفة فى منزل جد الطفلة لأمها وعادت لمنزلها برفقتها «أسماء» شريكتها فى الجريمة. وظلت الجثة فى الجوال منذ يوم الخميس قبل الماضى وحتى يوم اكتشاف الجثة بعد سبع ليالى حالكة بحث فيها الجميع من أقارب وجيران فى كل شبر فى المدينة دون جدوى حتى عثرت زوجة عمها على الجوال فى الغرفة المهجورة بمحض الصدفة!. وفى التحقيقات التى تمت بإشراف اللواء عمر عبد العال مساعد وزير الداخلية ، اعترفت المتهمتان بتفاصيل الجريمة ودوافع ارتكابها وأرشدتا عن الساطور المستخدم وقد أمر اللواء جمال شكر مدير أمن أسيوط بإحالة المتهمتين إلى النيابة التى أمرت بحبسهما وعرض الجثة على الطب الشرعى لوضع تقرير عنها مع التصريح بدفنها بعد تسليمها لأسرتها.