مسلسل «أبو العروسة» الذى تعرضه قناة دى إم سى يوميا، أقل ما يقال عنه: «هكذا يجب أن تكون الدراما»، فلم يأت هذا الصدى الجماهيرى الكبير من فراغ، حيث استطاع أن يعيد التفاف الأسرة المصرية حول شاشة التليفزيون فى موعد الثامنة، وهو السلوك الذى افتقدناه منذ سنوات طويلة. أسعدنى التفاف الشباب وهى الشريحة التى نعلم عزوفها عن التليفزيون والدراما حتى إن غالبيتهم لا يعرفون أسماء معظم نجوم الدراما المصرية، بينما عادت تلك الشريحة وبقوة وغيرها لمشاهدة الدراما المصرية من خلال شاشة دى إم سى التى تتميز دائما باختيارها الأعمال الدرامية وتقديم مسلسلات تجتمع فيها كل مقومات النجاح، بدءا من النص المحترم الراقى ومرورا بفريق العمل والمخرج المبدع، وانتهاء بتوفير إمكانات ومناخ العمل الجيد، ثم العرض فى توقيت مناسب، وهو نجاح يحسب للقائمين على العمل فى دى إم سى، وأذكر منهم فى مجال الدراما المبدع الدءوب يسرى الفخرانى. وأعود لمسلسل «أبو العروسة» الذى تبعث حلقاته البهجة والسعادة فى قلوب مشاهديه، مما يعيدنا للزمن الجميل، فهو عمل يستحق الإشادة بكل مبدع شارك فيه بدءا من صانع السعادة سيد رجب ومرورا بالنجوم سوسن بدر نموذج الأم المصرية الحقيقية التى تجسد دورها بتلقائية وطبيعية، ورانيا فريد شوقى ونرمين الفقى ومدحت صالح وولاء الشريف ومحمد عادل ومحمود حجازى وكارولين عزمى وخالد كمال «ملاك» الصديق الجدع الذى يعطى دوره دروسا فى الوحدة الوطنية، ويؤديه بمنتهى الصدق والإتقان.. أما المخرج كمال منصور فهو يعزف بموهبته سيمفونية من الإبداع والجمال بعمل يستحق كل التقدير والاحترام من خلال نص محترم راق ومؤثر كتبه هانى كمال. نجاح «أبو العروسة» أكد تعطش المجتمع للدراما الراقية التى تقدم الوجه الحقيقي للمجتمع المصرى، وأتمنى أن يكون نموذجا يحتذى به صناع الدراما لتقديم أعمال هادفة ترتقى بالمشاعر، وبلغة الحوار والذوق العام، بعد أن أثبت «أبو العروسة» أن هذه النوعية من الأعمال هى التى تحقق جماهيرية كبيرة. [email protected] [email protected] لمزيد من مقالات فاطمة شعراوى