أمريكا اللاتينية ..ذلك الجزء البعيد من العالم الجديد، والتى شهدت دولها ال20 المستقلة، على مدار تاريخها القصير العديد من التحولات السياسية والاقتصادية السريعة، قضت جغرافيتها أن تكون الفناء الخلفى للولايات المتحدة وأن تعانى على مدى قرون من تدخلات واشنطن العلنية وألاعيبها ومؤمراتها السرية، بدعوى تأمين أبوابها الخلفية. فخلال الأسابيع الماضية وجه مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكى انتقادات لاذعة للحكومة الروسية لنشرها قاذفات استراتيجية فى فنزويلا، فيما اعتبره تهديدا مباشرا لأمن الولاياتالمتحدة. وهذا التوبيخ الأمريكى ما هو إلا انعكاس للعجز عن السيطرة على الأنظمة اليسارية المعادية لواشنطن فى الجنوب والتى أصبحت ثغرة لتسلل الدول المنافسة مثل روسيا والصين. وبنظرة تاريخية سريعة نجد أن الصعود اليسارى فى أمريكا اللاتينية على مدى العقود الماضية، لم يكن سوى رفض للإمبريالية وسياسات «الأخ الأكبر» الأمريكية فى الشمال، حيث كانت يد واشنطن الخفية وراء أغلب الاضطرابات السياسية والأزمات التى عانى منها الجنوب. فقد تسببت واشنطن فى مآس إنسانية فى تشيلى بدعمها للديكتاتور أوجستو بينوشيه فى 1973، وهو ما يعكس ازدواجية المعايير الأمريكية ودعمها المباشر للانتهاكات التى تخدم مصالحها. وهذا ما أكده الرئيس الكوبى راؤول كاسترو فى الذكرى ال60 للثورة الكوبية، حيث اتهم واشنطن بإحياء سياسة المواجهة والتدخل فى شئون أمريكا اللاتينية، سواء من خلال العقوبات الاقتصادية غير الإنسانية التى دفعت الآلاف لتفضيل الموت على أعتاب أمريكا بدلا من الموت من الجوع والفقر المدقع فى ديارهم، أو التلاعبات السياسية. - ويستعرض هذا الملف عددا من أهم القضايا والأزمات التى تعانى منها أمريكا اللاتينية ، ومحاولاتهاالمستمرة للنهوض من كبواتها...
- حرب «النفوذ» فى الجنوب الأمريكى http://www.ahram.org.eg/NewsQ/692726.aspx
- شتاء المكسيك .. بين «نوَّة» الداخل وعاصفة «ترامب» http://www.ahram.org.eg/NewsQ/692727.aspx