تأملت فى أنظمة التعليم بالخارج والأسلوب المتبع فى مصر، فوجدت أنه يقوم لدينا على التلقين والحفظ وملء رءوس التلاميذ بمعلومات كثيرة منها المفيد وغير المفيد، أما في الخارج وكمثال ذلك بأمريكا، فيُسند للطلبة الكتابة فى موضوع ما، ويُطلب منهم البحث عنه فى عدة مصادر، وعند تقديم هذه الأبحاث تتم مناقشة ما توصل إليه الطلاب من معلومات مع تبادل التعليقات فيما بينهم، وبهذه الطريقة يجتهد كل منهم ويبحث ويبتكر ويظهر قدرات تخرجه من نمط التفكير التقليدى.. إن الاهتمام بالابتكار يؤدى إلى اكتشاف الأشخاص الذين يملكون العقول القادرة على البحث والتطوير والتأليف، ولذلك يجب أخذ الخيال، وحب الاستطلاع والاكتشاف والاختراع بعين الاعتبار والاهتمام. إن الطالب المبدع هو الذى يقدم فكرة جديدة من مجموعة أجزاء متفرقة، ويطوّر العلاقات السابقة بعلاقات منظمة جديدة ومتميزة، ولا يقتصر الإبداع على فئة طلاب المدارس والجامعات، بل يشمل كل فئات المجتمع إذ إن كل إنسان لديه جوانب إبداع وتميز يمكنه تنميتها فى وجود بيئة محفزة، فالتركيز على فكرة الإبداع والابتكار والنقد الهادف من سمات التعليم المعاصر، والأسرة الناجحة هى التى تشجع الفرد على التجديد وتوفر أجواء العطاء وكذلك المدرسة والجامعة أو المعهد، ويجب ألا نغفل الحقائق التربوية التى تبين أن خيال الطفل واسع، ولديه القدرة على الإبداع، فهو رغم صغر سنه عالم شاسع مملوء بالكثير من صور الإبداع والتميز. د. محمد مصطفى مسعد الأستاذ بجامعة كولومبيا بأمريكا