نبيلة مكرم عن شيخ الأزهر:" ما بقلوش غير أبويا وما استحملش عليه كلمة"    عيد الأضحى 2025.. أسعار الخراف والماعز في أسواق الشرقية    قصف مدفعي للاحتلال الإسرائيلي يستهدف مناطق شمالي مخيم النصيرات وسط قطاع غزة    تنفيذاً لتوجيهات الرئيس.. عودة 71 مواطنا مصريًا من ليبيا بعد الأحداث الأخيرة    أخصائية اجتماعية تكشف أسباب ظهور سلوكيات عصبية الأطفال    «ترانس جاس» تنفي شائعة تسرب الغاز بكفر الشيخ    نبيلة مكرم عن علاقتها بشيخ الأزهر: بحبه وما بقلهوش غير يا أبويا وما أستحملش كلمة فيه (فيديو)    ميلاد جديد ل«تاريخ لا يغيب».. العالم يترقب «سيمفونية الخلود» على أرض الأهرامات    د. هشام عبدالحكم يكتب: خد وهات.. لتبسيط المفاهيم الصحية    حريق محدود بورشة رخام في جهينة دون إصابات    هزة أرضية بقوة 3 ريختر تضرب جزيرة كريت في اليونان    "تاس": طائرة تقل 270 جندياً روسياً أُعيدوا من الأسر الأوكراني هبطت فى موسكو    «مش شبه الأهلي».. رئيس وادي دجلة يكشف رأيه في إمام عاشور    نبيلة مكرم عن أزمة ابنها: قررت اتشعبط في ربنا.. وابتلاء رامي كشف لي أنا جيت الدنيا ليه    تعاون شبابي عربي لتعزيز الديمقراطية برعاية "المصري الديمقراطي"    نجاح مركز طب وجراحة العيون بكفر الشيخ في إجراء جراحة دقيقة لزراعة طبقية قرنية    رابط نتيجة الصف الأول الثانوي الأزهري الترم الثاني 2025.. رابط مباشر وخطوات الاستعلام    رابط نتيجة الصف الأول الابتدائي بالقاهرة 2025 وخطوات الاستعلام عبر بوابة التعليم الأساسي    حملات أمنية لردع الخارجين عن القانون في العبور| صور    اليوم| أولى جلسات محاكمة «القنصل» أكبر مزور شهادات جامعية و16 آخرين    حرب شائعات.. المستشار الإعلامي لمجلس الوزراء ينفي معلومات مغلوطة بشأن تصدير المانجو    ضبط 2.5 طن أعلاف مخلوطة بالقمح المحلي في التل الكبير بالإسماعيلية    ترامب يهدد الاتحاد الأوروبي بفرض رسوم جمركية بنسبة 50%    نشرة التوك شو| الاتحاد الأوروبي يدعم مصر ماليا بسبب اللاجئين.. والضرائب تفتح "صفحة جديدة" مع الممولين    خبيرة أسرية: البيت بلا حب يشبه "بيت مظلم" بلا روح    هل يجوز الحج عن الوالد المتوفي.. دار الإفتاء توضح    أسماء المقبولين بمسابقة 30 ألف معلم.. تعليم الشرقية تعلن النتائج    اليوم.. نظر دعوى الفنانة انتصار لزيادة نفقة أبنائها    حلمي طولان: تراجعنا عن تعيين البدري مدربًا للمنتخب لهذا السبب    طائرات الاحتلال الإسرائيلي تستهدف خيمة تؤوي نازحين في منطقة الصفطاوي بمدينة غزة    واشنطن ترفع العقوبات عن موانئ اللاذقية وطرطوس والبنوك السورية    الضرائب: أي موظف يستطيع معرفة مفردات المرتب بالرقم القومي عبر المنظومة الإلكترونية    بن شريفة: بنتايج من أفضل لاعب في مركزه.. ومصدق مستقبل الدفاع المغربي    استشارية أسرية: الحب مجرد تفاعل هرموني لا يصمد أمام ضغوط الحياة    باختصار.. أهم الأخبار العالمية والعربية حتى منتصف الليل.. جوتيريش يرفض أى خطة لا تحترم القانون الدولى بشأن قطاع غزة.. ترامب يتوعد "أبل" ب25% رسوم جمركية.. وإصابة 12 فى هجوم بسكين بمحطة قطارات هامبورج بألمانيا    بالأسماء.. «تعليم الإسكندرية» تعلن قائمة المقبولين بمسابقة ال30 ألف معلم    سعر الذهب اليوم السبت 24 مايو محليا وعالميا بعد الارتفاع.. بكام عيار 21 الآن؟    الأرصاد الجوية: طقس الغد شديد الحرارة نهارا والعظمى بالقاهرة 37 درجة    وفاة 3 شباب إثر حادث سير أليم بكفر الشيخ    سعر الدولار أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية السبت 24 مايو 2025    إسقاط كومو لا يكفي.. إنتر ميلان يخسر لقب الدوري الإيطالي بفارق نقطة    "الظروف القهرية يعلم بها القاصي والداني".. بيراميدز يوضح تفاصيل شكواه للمحكمة الرياضية بشأن انسحاب الأهلي أمام الزمالك    يوريشتش يستقر على تشكيل بيراميدز أمام صن داونز.. يجهز القوة الضاربة    صلاح سليمان: مباراة بتروجت مهمة للزمالك لاستعادة الانتصارات قبل نهائى الكأس    عمرو أديب: الناس بتقول فيه حاجة مهمة هتحصل في البلد اليومين الجايين (فيديو)    بعد وفاة زوجها.. كارول سماحة لابنتها: هكون ليكي الأمان والسند والحضن لآخر لحظة من عمري    "الثقافة" تصدر "قراءات في النقد الأدبي" للدكتور جابر عصفور    تعرف على نتائج المصريين فى اليوم الثانى لبطولة بالم هيلز المفتوحة للإسكواش    وزير الزراعة: صادرات مصر الزراعية إلى السعودية تتجاوز 12% من إجمالي صادراتها للعالم    أسماء المقبولين في مسابقة 30 ألف معلم الدفعة الثالثة بالشرقية (مستند)    ترامب والشرق الأوسط.. خطط مخفية أم وعود حقيقية؟!    نصائح لتجنب الارتجاع المريئي، و7 أطعمة تساعد على تخفيف أعراضه    أخبار × 24 ساعة.. حصاد 3.1 مليون فدان قمح وتوريد أكثر من 3.2 مليون طن    وفقا للحسابات الفلكية.. موعد وقفة عرفات وأول أيام عيد الأضحى 2025    ما حكم الكلام فى الهاتف المحمول أثناء الطواف؟.. شوقى علام يجيب    هل يحرم على المُضحّي قصّ شعره وأظافره في العشر الأوائل؟.. أمين الفتوى يوضح    خطيب المسجد النبوى يوجه رسالة مؤثرة لحجاج بيت الله    بحضور انتصار السيسي، "القومي لذوي الهمم" ينظم احتفالية "معًا نقدر"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المثقفون يرحبون بدعوة السيسي لإطلاق الإبداع
نشر في محيط يوم 18 - 05 - 2015

تكتسب ثقافة الابتكار و"التفكير خارج الصندوق" في مصر دعما لافتا من جانب الرئيس عبد الفتاح السيسي ، وسط ترحيب كبير من جانب المثقفين المصريين بما يكشف عن إدراك عميق لأهمية الحلول غير التقليدية في مواجهة تحديات الواقع.
فقد وصف الرئيس عبد الفتاح السيسي إطلاق طاقات الإبداع بأنها "تمثل الكفاح والنضال من أجل الوصول الى دولة حديثة في عالم اليوم" مشددا على ضرورة " إعمال الخيال في التعامل مع الظروف الصعبة الراهنة".
وفي تصريحات أثناء افتتاح أعمال تطوير عدد من مصانع القوات المسلحة مؤخرا دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي الى إطلاق طاقات الإبداع والخيال وتحديث الفكر في كل مؤسسات الدولة من أجل مواجهة التحديات التي لن تجدي معها الحلول التقليدية.
وتأتي هذه الدعوة في سياق تأكيدات مستمرة للرئيس عبد الفتاح السيسي على أهمية "التفكير خارج الصندوق" فيما يحث على الابتكار والتفكير بطرق غير تقليدية كما تجلى في لقاء كان قد عقده مع أعضاء المجلس التخصصي للتنمية الاقتصادية وشدد فيه على أهمية العمل لتطوير وطرح أفكار غير تقليدية لخفض عجز الموازنة ومكافحة الفقر والبطالة.
وأثارت هذه الدعوة ردود أفعال مؤيدة وداعمة بين العديد من المثقفين المصريين ، فيما قال الدكتور ابراهيم عرفات أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة :"في تقديري يجب أن يتحمس كل مصري لدعوة رئيس الجمهورية الى البحث عن حلول غير تقليدية ليس فقط في الاقتصاد وانما ايضا في السياسة" معتبرا أن "التفكير خارج الصندوق فضيلة لا مراء فيها".
وإذ يوضح عرفات أن "التفكير خارج الصندوق " هو تفكير شامل غير قابل للتجزئة ، يؤكد الدكتور محب الرافعي وزير التربية والتعليم على أن "المناهج الدراسية تحتاج الى تغيير شامل بحيث تعتمد على مهارات التفكير والاستنتاج وليس الحفظ والتلقين" ، وكشف عن توجه في وزارة التربية والتعليم لتشجيع مهارات التفكير الابتكاري والناقد ، وكان الدكتور صلاح هلال قد نوه لدى توليه منصب وزير الزراعة بأهمية "وضع حلول عاجلة وغير تقليدية لمشاكل الفلاحين".
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد أكد خلال لقاء مع أعضاء المجلس التخصصي للتعليم والبحث العلمي على أهمية "استحداث آلية للنابغين تهدف الى الوصول للطلاب المتفوقين في مختلف المجالات ورعايتهم علميا ومساعدتهم على استكمال أبحاثهم ومواصلة دراساتهم".
كما نوه الرئيس عبد الفتاح السيسي الى ضرورة ايلاء اهتمام خاص بصعيد مصر وتكثيف زيارات اعضاء المجلس الى محافظات الصعيد لاكتشاف الطلاب النابهين ورعايتهم علميا ، وتنظيم المسابقات العلمية بين الطلاب في المدارس والجامعات لتشجيع روح المنافسة وتحفيزهم على الابتكار.
ولفت العالم المصري الكبير الدكتور مصطفى السيد الأستاذ بمعهد جورجيا للعلوم والتكنولوجيا بالولايات المتحدة الى أن مستوى التعليم والبحث العلمي لن يتقدم الا اذا تحسن الاقتصاد المصري ، مشيرا لأهمية إجادة " فن تسويق الأفكار والاختراعات وعرضها على أصحاب رؤوس الأموال في مصر والخارج ".
والأمر عند مثقف ومبدع مصري كبير مثل القاص الدكتور محمد المخزنجي يتمثل في أن مصر عليها النجاح في " امتحان التنمية او الصعود او النهضة بعد عقود من الفساد والإفساد تراكمت فيها انقاض ونفايات التخريب والمحسوبية وقصر النظر وانعدام الضمير وتشويه السوية العامة".
ويؤكد الدكتور محمد المخزنجي على أهمية الالتفات في أي بناء واي تجديد "للثقافة والإبداع والخيال" لافتا الى أن للخيال في قضايا التنمية في بلادنا ضرورة اكبر مما يتصور واضعو البرامج التنموية الأكاديمية" فيما يضيف قائلا :" فكم ونوه وهول مأزقنا ومزالقنا ومهالكنا ، يتطلب خيالا طليقا وخصبا ومبادرات ابتكارية وحلولا غير مسبوقة".
وفيما تذهب المستشارة تهاني الجبالي النائب السابق لرئيس المحكمة الدستورية الى أن " الوضع الداخلي يحتاج الى الكثير من الإبداع" ، يحذر الباحث والكاتب عمرو الشوبكي من "مواجهة مواجهة التهديدات الخطيرة المحيطة بمصر والصراع المركب والمتعدد الأبعاد بطريقة الموظفين".
واكتسبت "ثقافة الابتكار" في مصر دعما لافتا منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مهام مسؤوليته الوطنية وتوج عام 2014 بمبادرة قومية اطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي تشجع ثقافة الابتكار وتتوالى إبداعات مبتكرين مصريين وخاصة من الشباب.
وجاءت ردود أفعال المثقفين المصريين إيجابية ومرحبة بمبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي "لمجتمع يتعلم ويفكر ويبتكر" وهي المبادرة القومية التي اطلقها في عيد العلم لتعبر عن إدراك عميق لأهمية ثقافة الابتكار وتستهدف توجيه اولويات الدولة نحو بناء الإنسان.
وكان السفير علاء يوسف المتحدث باسم الرئاسة قد أوضح أن هذه المبادرة سيتم تنفيذها على ثلاث مراحل قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى وسيجري في إطارها تنفيذ العديد من المشروعات وأاعمال التطوير والتحديث لمنظومة البحث العلمي.
ولئن كان الباحث الدكتور وحيد عبد المجيد رئيس تحرير مجلة السياسة الدولية قد أوضح أن " الفرق في مستوى تطور الأمم يرتبط بنوع المواهب الحاضرة والغائبة" ولاحظ بأسف ندرة المواهب العربية الجديدة في الابتكار والإبداع وانتاج المعرفة فهاهي هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" تلقي أضواء على المخترعين من الشباب المصري الذين يبتكرون حلولا لمشاكل الواقع في وطنهم وتستكشف جوانب مضيئة في المشهد المصري لافتة الى ما يحدث داخل "معهد تكنولوجيا المعلومات".
وذكرت "بي بي سي" في تقريرها أن سمعة المطورين والمخترعين الشبان في هذا المعهد تعدت حدود مصر الى العالمية معيدة للأذهان فوز فريق منهم بجائزة دولية في مسابقة "مايكروسوفت للتخيل".
وكان من الدال أن يقول وليد خيري احد أعضاء هذا الفريق الشاب من المخترعين المصريين لهيئة الإذاعة البريطانية إن الهدف كان أبعد من الحصول على مكانة عالمية فالهدف هو "الإسهام في حل مشاكل مصر الصعبة".
ويبدو أن هذا الشاب المصري المبتكر لم يغب عن ذهنه القول المأثور : "اذا اراد الله بقوم سوءا منحهم الجدل وحرمهم العمل" عندما قال للبي بي سي :"الانشغال بالعمل هو الحل دائما للمساهمة في حل مشاكل البلد" ، مضيفا أن" كثيرا من الوقت نستهلكه في جدال بشأن أفكار مختلفة ومن الأفضل استغلال هذا الوقت للعمل على تحقيق هدف من اهدافك".
وتابع وليد خيري البالغ من العمر 24 عاما :"على كل فرد أن يهتم باصلاح نفسه أولا ثم اتقان عمله ثانيا ، فهذه بداية حل مشكلات بلادنا..نجاح كل فرد في مجاله هو البداية الصحيحة" ، فيما كان بعض المخترعين الشبان من زملائه قد اخترعوا طائرة صغيرة بدون طيار لرصد المشكلات الفنية التي تقلل من كفاءة أبراج نقل الكهرباء وجرى استعراض هذه الطائرة خلال زيارة قام بها رئيس الوزراء ابراهيم محلب لهذا المعهد.
وقالت المهندسة هبة صالح القائم بأعمال رئيس معهد تكنولوجيا المعلومات لبي بي سي :"احد أهدافنا الرئيسية تدعيم البعد التنموي للطلاب وتحفيزهم على توظيف مهاراتهم التقنية لايجاد طرق لحل مشاكل مجتمعية باستخدام تقنيات الاتصالات والمعلومات" ، موضحة أن المعهد "جهة إبداع وابتكار حلول لمشكلات البلاد".
وكان طلاب في هذا المعهد قد ابتكروا تطبيقا يساعد الصيادين على تحديد الأماكن التي تتكاثر بها الأسماك وذلك بالتعاون مع هيئة الاستشعار عن بعد وهيئة الثروة السمكية كما تضمنت مخترعاتهم سيارة صغيرة مزودة بالكاميرات بمقدورها ارسال صور فورية من تحت انقاض المباني المنهارة او مواقع الحرائق.
وحسب ما قاله عاطف حلمي وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فان وزارته تعول كثيرا على طلاب هذا المعهد "في البحث عن حلول لمشكلات مصر" غير أن المبدعين الشبان المتحمسين - على حد وصف هيئة الإذاعة البريطانية - يشكون من عدم الاستفادة من ابتكاراتهم.
وفي المقابل قال مسؤولون بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات:"ندرس بجدية الآن انشاء كيان عملاق يستوعب الأفكار المبتكرة ودراسة سبل تطبيقها لأن هذا هو التطور الطبيعي لو اردنا تطبيق خطتنا لجعل تكنولوجيا المعلومات هي الحل لمشكلات التنمية".
وأوضحوا أن هذا الكيان سيكون اول مجمع للابتكارات بالتعاون مع وزارة البحث العلمي ، كما أشاروا الى اتصالات تجريها وزارة الاتصالات مع وزارات الكهرباء والتعليم والطاقة للاتفاق على آلية للاستفادة من مبتكرات المبدعين الشبان .
ورأت المهندسة هبة صالح أن "المشكلة الرئيسية هي اننا في مصر لا نزال نفتقد الرؤية الشاملة لأهمية التكنولوجيا البالغة ولم تترسخ القناعة بعد بأنها عصب الحياة في كافة المجالات" غير انها أعربت عن اعتقادها بأن هذه الرؤية "تتشكل الآن" فيما توقعت أن نرى قريبا مظلة لاستيعاب ابداعات هذا المعهد.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد اكد في سياق الاحتفال بعيد العلم على "محورية دور العلم في الحياة المعاصرة" وضرورة الاهتمام بشقه التطبيقي ليسهم في تحسين مستوى المعيشة وتوفير احتياجات المواطنين ، ودعا للاستفادة من نتائج الأبحاث العلمية المصرية لاسيما في قطاع الصناعة.
ووجه السيسي في اجتماع مع اعضاء المجلس التخصصي للتعليم والبحث العلمي التابع لرئاسة الجمهورية بتشكيل فريق عمل من الوزارات المعنية ليكون بمثابة حلقة الوصل بين مختلف الجهات المسؤولة عن منظومة البحث العلمي في مصر.
وقال الدكتور السيد عبد الخالق وزير التعليم العالي إن المرحلة المقبلة سترتكز على ربط العملية التعليمية بالقطاعات الإنتاجية والخطط الاقتصادية والاجتماعية بما يشجع على الابتكار والإبداع ، منوها بأن وزارته بصدد انشاء مركز لتنمية وتطوير إبداعات الشباب.
ومنذ عام 1950 قال مثقف وصناعي مصري كبير شغل منصب رئيس اتحاد الصناعات حينئذ وهو صبحي وحيدة في كتابه "في أصول المسألة المصرية" إن التعليم لن يغني عن المتعلمين شيئا ما داموا لا يجدون في الحياة اليومية ما يتصل به من ظواهر يستطيعون بمعالجتها " أن يطبقوا علمهم وينموا ملكاتهم ويرتفعوا الى الابتكار".
وفي سياق الحلول المبتكرة لبعض المشاكل التي تواجه الإنسان المصري في حياته اليومية اختارت وزارة التموين تطبيق اختراع للدكتور عصام عبد المولى مدير مركز الإستزراع المائي بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا تقوم فكرته على تحويل زيت الطعام بعد القلي عدة مرات الى وقود.
وفي تصريحات لوسائل الإعلام اكد هذا المخترع المصري على أن تطبيق الفكرة كفيل بتوفير مليارات الجنيهات ، موضحا أن الجهاز الجديد يحول جميع أنواع الزيوت النباتية الى سولار في غضون 48 ساعة ويمكن استخدامه في اي منزل حيث لا تتجاوز مساحته متر في متر.
واذا صح ما نسب للعالم الشهير اينشتاين من أن "الغباء هو فعل الشييء ذاته مرتين بالأسلوب ذاته مع انتظار او توقع نتائج مختلفة " فثمة حاجة لتحديث علاقات العمل وإطلاق الأنشطة الاقتصادية للنمو وتبني مقاربات تنطلق من منظور شامل وعادل بعيدا عن المعالجات الجزئية او التلفيقية في عالم يمضي بالفعل موغلا بعيدا بعيدا في مدهشات الابتكار واستعارة المفاهيم وتفاعلها بين مجالات قد تبدو متباعدة للغاية لكنها في الواقع أمست قريبة بشدة من بعضها البعض في ظل العلاقات الشبكية ومنجزات شبكة الإنترنت.
هذا عالم يندفع بايقاع شبكة الإنترنت نحو مستقبل تتصارع القوى الكبرى الآن على تحديد ملامحه وقد تتفق على صيغة ما لتقاسم غنائمه رغم محاولات مثقفين كبار في الغرب للبحث عن معنى اكثر انسانية لهذا المستقبل ومحاولة اضفاء طابع اخلاقي على الثورة الصناعية الجديدة والاقتصاد الرقمي.
واذا كان مثقف غربي مثل تشارلز كيني يتبنى نظرية متفائلة حول اتجاهات الاقتصاد العالمي وامكانية فوز الجميع شريطة العمل والابتكار ، فان كريس اندرسون تناول في كتابه "صانعون: الثورة الصناعية الجديدة"مفهوم "الإنسان المشروع" اي ذلك الذي يحمل مشروعا هو في الحقيقة جزء من المشروع الكبير او الحلم الجمعي لبلده و"يوتوبيا واقعية لا مكان فيها لعاطل".
والثورة الصناعية الجديدة في تنظير كريس اندرسون تقوم على شبكة الانترنت وتعتمد تماما على مفاهيم العصر الرقمي و"معامل الابتكار" و"جسارة الخيال" مع توظيف التقنية الرقمية بما يتناسب مع مواهب كل فرد وميوله وقدراته.
والمهم في هذا السياق انها تتيح للفرد الواحد او حسب تعبيره "الكائن المنتج" أن يتحول بالفعل الى مؤسسة بمفردها او مشروع اقتصادي وبالتالي توسع من نطاق حريته ضمن علاقات شبكية مع بقية أفراد المجتمع المنتج .
وهكذا تتولد مفاهيم وتطبيقات جديدة لثقافة العصر الرقمي مثل ما يسمى "بالتصنيع بالإضافة" وتقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد التي تشكل ثورة في مجال التصميم الصناعي ، وهي تقنية ليست كما قد يوحي اسمها تتعلق بقضايا الطباعة المتعارف عليها او التي ترد للذهن لأول وهلة .
ودون الدخول في تفاصيل فنية قد تبدو معقدة فان هذه التقنية التي تعرف بالطباعة الثلاثية الأبعاد تدخل في مجالات انتاجية عديدة بل وتشمل الطب والفضاء وتحسن جودة المنتج بالجمع بين التصميم والتصنيع كما تخفض من تكلفته و تشكل المدخل الجديد لعالم المستقبل.
ومن قبل اصدر كريس اندرسون كتابه "الذيل الطويل" الذي نحت فيه ايضا مصطلحات جديدة مثل "اسواق المشكاة او الكوة الجديدة للفرص التي تتيحها شبكة الإنترنت " فيما تستعيد الذاكرة الطازجة كتاب "من يملك المستقبل ؟" لمؤلفه جارون لانيير.
وجارون لانيير عالم كمبيوتر وصاحب فتوحات في دنيا الحاسوب ومثقف مهموم باشكالية الافتقار للعدالة المعلوماتية في عصر الاقتصاد الرقمي وانعكاسات هذه الإشكالية بما تنطوي عليه من "استعمار أو إمبريالية معلوماتية جديدة "على المستقبل .
وقد نحت جارون لانيير في هذا الكتاب الذي أثار جدلا ثقافيا كبيرا في الغرب مصطلح "نظام الإقطاع المعلوماتي" الذي يحقق مكاسب مالية كبيرة للفئة المالكة بجشعها المفترس للعبيد او الأقنان في هذا النظام الجديد بظلاله المستقبلية القاتم.
وتعرض جارون لانيير لقضايا مثل مآلات القيمة الاقتصادية ومساراتها في عصر المعلومات فيما المعلومات تتجاوز من حيث أهميتها للاقتصاد ، أهمية العمالة البشرية ، ويناقش كذلك أهمية المعلومات التي يولدها الإنسان المعاصر ذاتيا والتغير في مفاهيم انسان العصر الرقمي مثل مفهوم السعادة .
نلمح البشارة لمصر في ظل إرادة سياسية تنتصر "للتفكير خارج الصندوق" والأمل القائم على المعرفة وثقافة الابتكار كوقود الى مستقبل قادر على زمانه كما أن هناك تاريخا لدى هذا الشعب يزكي ويرجح ويطمئن المتشوقين بلهفة لما ينتظرونه باستحقاق.
لكن ثمة حاجة واضحة لمستويات جديدة من النضج والانضباط والمسؤولية الجماعية لبناء مستقبل مصري ، ولا وقت نضيعه في المتاهة الخرساء رغم الضجيج الظاهر حتى لا نستجير في انتظار رحمة الإمبريالية الجديدة في العصر الرقمي.
بالعقل الحر والفكر المبدع وبثقافة الابتكار والأمل والعمل "والتفكير خارج الصندوق" تنفتح نوافذ النور وشرفات الأمل في مصر لتبدأ في جني ثمار ثورتها الشعبية بموجتيها في 25 يناير 2011 و30 يونيو 2013 وتتجسد خيارات العدل والحرية في أرض الإبداع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.