مع تصاعد حالة الارتباك في الأوساط السياسية البريطانية، صوت مجلس اللوردات بالبرلمان البريطاني ضد الاتفاق الذي توصلت له رئيسة الوزراء تيريزا ماي مع الاتحاد الأوروبي حول تنظيم عملية خروج بريطانيا من عضوية الاتحاد ال «بريكست»، إلا أنه حذر في الوقت نفسه من عواقب الخروج «بلا اتفاق». وكان مجلس اللوردات البريطاني، والذي يعد تصويته رمزيا ،ولن يؤثر على التصويت الرسمي داخل مجلس العموم، قد صوت مساء أمس الأول برفض الاتفاق وذلك بواقع 321 صوتا مقابل 152 أكدوا دعمهم له. ووصف اللوردات الاتفاق بأنه من شأنه الإضرار بازدهار اقتصاد بريطانيا، وكذلك أمنها الداخلي ونفوذ المملكة عالميا. وأكد مجلس اللوردات في تغريدة له عبر حسابه على تويتر أن مجلس العموم البريطاني«له الكلمة الأخيرة» في حسم قضية الاتفاق. ورغم رمزية تصويت اللوردات، إلا أنه يعتبر مؤشرا على نتيجة تصويت مجلس العموم ،والذي عقد مساء أمس في تمام الساعة التاسعة مساء بتوقيت القاهرة. وكانت ماي قد ألقت خطابها الختامي بشأن الاتفاق أمام مجلس العموم، وطالبت نوابه ب«إلقاء نظرة ثانية» على الاتفاق، واعترفت بأنه ليس مثاليا، ولكن «عند وضع كتب التاريخ، فإن الشعب سينظر إلى قرار المجلس ويتساءل: إذا كنا التزمنا بقرار الأمة لمغادرة الاتحاد الأوروبي، هل وفرنا الحماية لاقتصادنا، وأمننا، ومشروع اتحادنا، أم أننا خذلنا الشعب البريطاني؟ « ورفضت ماي في خطابها دعاوى تمديد فترة التفاوض لمنح البرلمان مزيدا من الوقت لدراسة الاتفاق. وأكدت أن المملكة المتحدة سوف تغادر الاتحاد الأوروبي في الموعد المحدد وهو 29 مارس المقبل. وفي محاولة أخيرة لإقناع المشككين في الاتفاق، أكدت ماي أن التعهدات والتوضيحات المكتوبة والتي صدرت عن الاتحاد الأوروبي بشأنه تتمتع ب«قوة قانونية»، ما يستدعي ترحيب النواب من ذوي التحفظات على الاتفاق. وكانت ماي قد نشرت نص الرسالة التي وصلتها من رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، وقد أكدا فيها « التزامهما الراسخ» بالعمل من أجل التوصل إلى مثل هذا الاتفاق. وأضافا أن اللجوء إلى خيار «نقاط التفتيش» والذي يضمن استمرار فتح الحدود بين أقليم أيرلندا الشمالية، الواقعة ضمن المملكة المتحدة، والجمهورية الأيرلندية العضوة بالاتحاد الأوروبي، يكون مؤقتا، ولن يستمر لفترة طويلة. وشدد المسئولان الأوروبيان في الوقت نفسه على أنهما لن يتمكنا من إجراء أي تعديل أو إضافة على بنود الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع ماي. وقبل ساعات قليلة من بداية تصويت العموم، لم تطرأ أي تغيرات واضحة على مواقف الكتل السياسية المختلفة داخل المجلس. فقد التزم حزب العمال وباقي أحزاب المعارضة بتأكيد موقفهم الرافض للاتفاق. ويتوقع انضمام 100 من نواب المحافظين، و10 هم نواب الحزب الاتحادي الديمقراطي إلى فريق المعارضين للاتفاق. وكان جيرمي كوربين زعيم العمال المعارض قد أكد أن ماي «فشلت فشلا ذريعا» في إدارة عملية ال «بريكست»، وأكد أن التقدم بطلب من جانب حزبه لسحب الثقة من رئيسة الوزراء سيتم «قريبا». ومن جانبه، أكد الحزب الوطني الأسكتلندي أن ماي «تعيش في عالم خيالي» وطالب الحكومة بالتوقف عن التهديد بالخروج من عضوية الاتحاد بدون اتفاق. ونقلت وسائل الإعلام توقعات نيكي دا كوستا، مدير الشئون التشريعية بمقر «دوانينج ستريت» للحكومة البريطانية إشارته إلى أن هامش هزيمة ماي أمام مجلس العموم يتراوح ما بين50 و80 صوتا. وكانت هيئة الإذاعة البريطانية «بي. بي.سي» قد كشفت عن توقيع مجموعة من السياسيين المعارضين للبريكست ،والذين يمثلون عددا من الأحزاب البريطانية مشروع قانون لإجراء استفتاء جديد حول البقاء ضمن عضوية الاتحاد الأوروبي أو مغادرته في ضوء الاتفاق الذي توصلت له ماي. وأكد السياسيون المعترضون في مسودة القانون المقترح أن مدة العامين التي ينص عليها البند 50 من معاهدة لشبونة للتفاوض حول مغادرة المملكة المتحدة لعضوية الاتحاد، يمكن تمديدها لحين إجراء استفتاء ثان. ويعني ذلك أن القانون المقترح يمهد لإبقاء المملكة المتحدة على عضويتها الأوروبية في أعقاب تاريخ 29 مارس المقبل. وفي الوقت نفسه، أكد مندوب النمسا لدى الاتحاد الأوروبي أن الاتحاد يراقب عن كثب مجريات التصويت بالبرلمان البريطاني حول اتفاق ال «بريكست».
- التصويت.. قبل الولادة -وكالات الانباء
قررت تيوليب صديقى نائبة حزب العمال بمجلس العموم البريطانى تأجيل ولادة طفلها يومين، حتى تتمكن من المشاركة فى التصويت الذى يشهده المجلس على اتفاق رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماى مع الاتحاد الأوروبى حول ال«بريكست». وأوضحت صحيفة «ديلى ميل» البريطانية أن صديقي، وهى فى آخر أيام حملها، قد قررت تأجيل موعد عملية الولادة « القيصرية» لمدة يومين كاملين، وأن تستعين بزوجها ليدفعها على كرسى متحرك حتى تتمكن من حضور جلسة مجلس العموم للتصويت برفض الاتفاقية التى توصلت لها ماى مع بروكسل.
ونقلت وسائل الإعلام عن صديقى قولها إن ابنها يمكن أن يأتى للعالم متأخرا يوما واحدا، فى مقابل فرصة أفضل لعلاقات قوية بين بريطانيا وأوروبا.
- فى ظل الأزمة: خيارات محددة للندن -كتبت مها صلاح الدين
فيما يحيط الغموض بالتطورات فى الأيام القادمة، كشفت وسائل الإعلام البريطانية عن أن لندن فى حالة الأزمة قد تلجأ الى أحد السيناريوهات الآتية: أولا:الخروج من الاتحاد الأوروبى دون اتفاق: وهو ما يعنى مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي، وفقا للموعد الذى حددته بروكسل بنهاية مارس دون اتفاق، مما سيضطر الحكومة لتمرير بعض القوانين للتعامل مع الوضع الجديد، والذى ينذر بسيناريوهات كارثية لسوق المال والأعمال بالبلاد. ثانيا: التفاوض من جديد مع بروكسل: وهو ما يتطلب تمديد الوقت المحدد للخروج المقرر بنهاية مارس المقبل
ثالثا: الدعوة لانتخابات مبكرة: وهو ما يتطلب موافقة ثلثى نواب البرلمان على الأقل بحيث يتم تنظيمها خلال 25يوما كحد أقصى من التصويت.رابعا: سحب الثقة من حكومة تيريزا ماي: وهو خيار يبدو مستحيلا نسبيا، لأنه سيستدعى تصويت 100 نائب على الأقل من حزب المحافظين الحاكم لإسقاط الحكومة التى يشكلونها.خامسا: الدعوة لاستفتاء جديد: وهو الأمر الذى سيمر بالكثير من الخطوات الطويلة والمعقدة التى ستحتاج لمدة لاتقل عن خمسة أشهر.سادسا: تقديم ماى لاستقالتها: قد تضطر ماى للاستقالة فى أى وقت فى ظل إحساسها بفشل صفقتها.
- «بريكست بوكس» لدعم البريطانيين -وكالات الانباء
مع تصاعد حالة التوتر في الشارع البريطاني، سارع البريطانيون لشراء ما يعرف ب«بريكست بوكس» وهو صندوق من المواد الغذائية الأساسية، يتم الترويج له حاليا، ويفترض أن يسد احتياجات الأفراد لعدة أيام إذا ما حل موعد ال«بريكست» بدون اتفاق. وأوضحت مصادر بقطاع البيع بالتجزئة أن المئات من البريطانيين أقبلوا على شراء الصندوق الذي تبلغ تكلفته 331 جنيها استرلينيا، ويتضمن نحو 60 وجبة جافة مجمدة، و48 حصة من البروتين الحيواني، وجهازا لتنقية المياه. وكانت مواقع التواصل الاجتماعي قد شهدت مشاركات المواطنين بصور للمواد الغذائية والعلاجية التي يحرصون على تخزينها، خشية الفوضى مع حلول موعد ال «بريكست». ويستعرض البريطانيون أيضا عبر حساباتهم «قائمة الطوارئ» للمواد التي يعملون على شرائها والاحتفاظ بها قبل الخروج النهائي من أوروبا.
مع تصاعد حالة التوتر في الشارع البريطاني، سارع البريطانيون لشراء ما يعرف ب«بريكست بوكس» وهو صندوق من المواد الغذائية الأساسية، يتم الترويج له حاليا، ويفترض أن يسد احتياجات الأفراد لعدة أيام إذا ما حل موعد ال«بريكست» بدون اتفاق. وأوضحت مصادر بقطاع البيع بالتجزئة أن المئات من البريطانيين أقبلوا على شراء الصندوق الذي تبلغ تكلفته 331 جنيها استرلينيا، ويتضمن نحو 60 وجبة جافة مجمدة، و48 حصة من البروتين الحيواني، وجهازا لتنقية المياه.
وكانت مواقع التواصل الاجتماعي قد شهدت مشاركات المواطنين بصور للمواد الغذائية والعلاجية التي يحرصون على تخزينها، خشية الفوضى مع حلول موعد ال «بريكست». ويستعرض البريطانيون أيضا عبر حساباتهم «قائمة الطوارئ» للمواد التي يعملون على شرائها والاحتفاظ بها قبل الخروج النهائي من أوروبا.